وبعد الفورة؟

 

مع إطلالة القرن الجديد كانت مديرية الإنتاج التلفزيوني (التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون) قد أنجزت بضعة أعمال كبيرة مثل (الفراري) لغسان باخوس، و(العبابيد) لرياض سفلو وبسام الملا، وهما عملان يتناولان أحداثاً اجتماعية على خلفية تاريخية، ثم اتجهت أعمال المديرية في السنوات التالية نحو المواضيع الاجتماعية المعاصرة مثل (رجال ونساء) و(بعد الغروب) للمخرج فهد ميري.

وكانت الشركات الخاصة قد بدأت منذ مطلع التسعينيات بإنتاج أعمال كبيرة نسجت أكثرها على منوال إنتاج المديرية، فحافظت بشكل ما على الخطاب الفكري ذاته، وظهرت أعمال كثيرة أنتجتها شركات خاصة وقدمت دراما متطورة شكلاً ومضموناً سواء في تناولها لبعض المواضيع التاريخية ك(الزير سالم) و(المتنبي) و(عمر الخيام) و(الظاهر بيبرس) و(صلاح الدين) و(التغريبة الفلسطينية)، أو في تناولها لأعمال أدبية كبيرة مثل مسلسل (نهاية رجل شجاع)أو في تطرقها الواعي والجريء لمواضيع اجتماعية معاصرة كما هو الحال مع مسلسلات :(ليس سراباً) و(الانتظار) و (زمن العار) و(عن الخوف والعزلة) و(سحابة صيف) و(أحلام كبيرة)..

وبينما تنتشر فكرة أن الدراما التلفزيونية السورية قد عرفت انتشارها العربي بعد ظهور الفضائيات، فإن الوقائع تشير إلى خلاف ذلك، وتؤكد أن المشاهدين العرب قد تعرفوا على الدراما التلفزيونية السورية قبل سنوات طويلة من خلال محطاتهم الوطنية الأرضية، وتحديداً أعمال دريد ونهاد التي لقيت شعبية واسعة وأسست لتقبل المشاهد العربي للهجة السورية، وللأعمال الدرامية السورية كما حصل مع سلسلة (مرايا) لياسر العظمة التي بقيت لسنوات طويلة الحاضر الدائم على الفضائيات العربية، ومن ثم سلسلة (بقعة ضوء)، و قبل ذلك مع مسلسل (الجوارح) الذي منح الدراما التلفزيونية السورية نكهة مميزة وجذب المشاهد نحو الاهتمام بالصورة والموسيقا المرافقة..

غير أنه في وقت لاحق، واستجابة لمتطلبات سوق الفضائيات العربية، ورغبات أصحاب المال، بدأت بالظهور أعمال تسلط الضوء على حالات اجتماعية (وتروج لها في أحيان كثيرة) كانت الدراما السورية ترفضها في السابق، كالخيانة وتسفيه دور المرأة، وتمجيد القوة الباغية، وتعاطي المخدرات، وفي هذا السياق جاءت الكثير من الأعمال (البيئية) التي روجت لمفاهيم شديدة التخلف، ومجدت حالات لا يمكن أن تنسجم مع الرغبات بأن تكون الدراما حاملاً لفكر تحرري متطور.

وقد قدمت هذه الأعمال، من حيث يدري صناعها أو لا يدرون، صورة مشوهة عن المجتمع السوري، وعن المرأة السورية بشكل خاص، بحيث بدت هذه الصورة وكأنها صورة عامة للمجتمع السوري، وللأسف الشديد فإن الأزمة الحالية لم تغير في توجه كثير من المنتجين، بل أن الإسفاف صار ظاهرة تلفت الانتباه في إنتاج العديد منهم، فيما يلفت الانتباه بالمقابل (رحابة صدر) الكثير من (الرقابات العربية) مع أمثال هذه الأعمال، وهي التي تتخذ عادة مواقف متشددة للغاية.

وربما يصبح الأمر مفهوماً طالما أن هذه الأعمال لا تحكي عن مجتمعاتها، وإنما عن المجتمع السوري..

 

 

 

آخر الأخبار
حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"  الصناعات السورية بوضع لا تحسد عليه ..   محمد الصيرفي لـ"الثورة": أمام انفتاح الاستيراد على مصراعيه.... " قمة ألاسكا" .. صخب وأضواء  بلا أي اتفاقات !   رصين عصمت لـ"الثورة": الدراسات الهندسية لضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات