بعيداً عن أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمع وتقوية وجوده على جميع المستويات، فلا شك أن جوهره ورسالته هو قوة وقدرة وحصانة ومناعة لتجاوز المخاطر وبناء المستقبل.
فالواقع المر الذي فرضته الحرب العدوانية على واقع التعليم كغيره من القطاعات الأخرى المختلفة في بلدنا أثر سلباً على واقع المدارس والتلاميذ والطلاب والمعلمين ومسار العملية التربوية والتعليمية .. ما أدى الى تسرب العديد من التلاميذ قسراً بحكم فعل الإرهاب والتشرد والنزوح الذي فرضه الإجرام الحاقد في العديد من المناطق والمحافظات السورية ما دفع وزارة التربية بالتعاون مع منظمة اليونيسف إلى تكثيف الجهود وتعويض الفاقد التعليمي عبر منهاج الفئة “ب” للمتسربين من المدارس، وهي خطوة مشجعة للتعلم والتعليم وعودة المنقطعين عن الدراسة لأسباب وظروف بتنا نعرفها جميعاً.
وما نود الإشارة إليه في هذا الجانب هو طريقة التعاطي مع لفظة “قوتي بتعليمي” التي نسمعها في أكثر من إذاعة محلية على لسان مذيعين ومذيعات ومن باب الموضة الدارجة يلفظونها على هذا الشكل ” أوتي بتعليمي” بدل قوتي..وهنا قد يبررها البعض في استخدام العامية أنها أقرب للفهم في مخاطبة الشريحة المستهدفة ومن يحيطون ببيئتهم ،لكنها في الحقيقة لاتتمتع بنبرة القوة المراد إيصالها لتلك الفئة.
فاللغة العربية الفصحى هي لغة البيان والجمال والبلاغة.. وكلمة قوتي كفصحى تحمل في طياتها وأسرارها معاني كثيرة، لأن العلم أمان، العلم مستقبل، العلم حصانة، ولذلك العلم قوة، والقوة هنا في لفظ حرف القاف لاعكس ذلك.