لم يكن أجدادنا منذ بضعة آلاف من السنين على غير الصواب حين اتخذوا نهج العطاء درباً إلى الخلود الدنيوي والمعنوي.
فمن ابتكر الأبجدية وكسر حلقات الجهل، ومن دجن القمح وزرع وبنى المكتبات والسدود ومضى يفيض على الدنيا بكل ما لديه ما طاقات خير هو الذي أسس وبنى الحضارات الثقافية والمادية والقيم الروحية والعالم مدين له بذلك.
في الربيع الخصب الإنساني والإيماني تلاقت الأعياد كلها من قيامة السيد المسيح الفدائي الأول في التاريخ، وكما يقول التاريخ والمؤرخون هو المسيح السوري ..والسوري هنا مرادف للإنسانية كلها.
سورية بكل خيرها وخصبها هي قلب العالم، وثمة قوى ظلام تعمل على محاولة هدمها وتخريبها لكن إشعاع القوة والفعل النبيل والعطاء ينبثق من كل ركن فيها.
من صيدنايا إلى كل بقعة في سورية إلى قلوب الناس ومن قلوبهم ولها ثمة من يبلسم الجراح ويعيش آلامهم وينشر الأمل..
ويمضي في موكب البناء قولاً وعملاً ومعه الشعب ليس في سورية وحدها إنما من الوطن العربي والعالم كله ..الأحرار أينما كانوا..
إنها قيامة سورية قيامة العالم نحو حريته وكرامته.. إنه العطاء ولا جبروت مهما طغى بقادر على إطفاء مجرات النور.