حملات التخفيضات ظاهرة عالمية هدفها تنشيط الحركة التجارية، إذ يقوم التجار بتخفيض نسبة هامش الربح مقابل زيادة الكميات المباعة في مواسم بعينها، والكثيرون منا ينتظرون مهرجانات ومواسم التخفيضات من أجل شراء الملابس والهدايا وبعض الاحتياجات الأخرى، متمنين أن تكون تنزيلات حقيقية توفر الكثير من الأموال.
عند تجوالنا في الأسواق، وخاصة مع انطلاق موسم التنزيلات الذي يطلقه تجار الألبسة خاصة في الأعياد لكسب الزبائن وتحريك عجلة البيع والشراء بوسائل وعبارات تجذب المتفرج إلى حد ما “حطمنا الأسعار – تنزيلات 30، 40، 50… بالمئة، اشتري قطعتين والثالثة مجاناً- حرقنا الأسعار..” والتي تشدنا للدخول إلى المحال على حلم شراء قطعة واحدة من الألبسة على الأقل أو بعض الحاجيات.
مع معاينة الأسعار بداخل المحال لا بد للخيبة أن تنال منا، فبعض التجار يلجؤون الى تنزيلات وهمية بحيث يتم استقطاب المستهلكين للشراء ورواج المبيعات، فبعض السلع لا تكون ضمن العروض أو التنزيلات بينما يكون العرض على سلعة معينة فقط راكدة، وتقتصر التنزيلات على بعض السلع التي تفتقر للجودة وغير المرغوب بها.. أما الملابس ذات المجموعات الجديدة فلن يكون لها نصيب من تلك الأرقام.. لأنها من أصحاب عشرات الآلاف وأكثر.
إن البعض من أصحاب المحال التجارية يقومون بالفعل بتنزيلات حقيقية وليست وهمية، إلا أن البعض الآخر يقومون باستغلال المستهلك عبر العروض الوهمية، وتكون في ظاهرها حقيقية وإنما في مضمونها وهمية وخادعة للمستهلك، وتحدث حسب خطط مسبقة وبشكل تدريجي وليس عشوائياً، لتكون المحصلة النهائية إيهام المستهلك بأن هناك تخفيضات غير مسبوقة في السوق، وهؤلاء للأسف يُسيؤون بتصرفاتهم الجشعة.
التدخل في هذا الأمر بات أمراً ملحاً، للحد من جشع وغش واستغلال بعض التجار لهذه النقطة ومن ثم خداع المستهلك بلافتات وهمية من دون تقديم أي نوع من أنواع التخفيضات الحقيقية، ولا بد من المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن يكونوا على اطلاع تام بأسعار المنتجات المعروضة في هذه التنزيلات، وذلك عبر الكود الذي يقوم المحل بشراء المنتجات وفقاً له ومقارنة السعر قبل التنزيلات وبعدها، للحد من هذه الظاهرة أو على الأقل في تلاعب بعض المحال بالمستهلك وخداعه.