تحدي التنوع والاختلاف

الثورة – فؤاد مسعد:

بغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء مشاركة الفنان في أكثر من مسلسل ضمن الموسم الدرامي الواحد بحيث يبدو وكأنه ينافس نفسه في عدة أدوار عبر أعمال يشارك فيها وتُعرض كلها في الوقت نفسه (شهر رمضان المبارك) فإن هذا الأمر بحد ذاته يضعه في مواجهة وتحدٍ أمام ذاته عبر خوض مغامرة إن لم تٌحسب نتائجها بدقة جاءت بالوبال عليه، وإن خرج منها منتصراً جعلته يخطو إلى الأمام خطوة أخرى تكرسه نجماً قادراً على تحقيق التنوع والاختلاف فيما يقدم من شخصيات، خاصة إن مايز بينها وامتلك الوعي في جعل كل منها متفردة في الأدوات التعبيرية ومفردات الأداء ما ينعكس بشكل إيجابي على روحها وما تفيض به من إحساس، مجسداً عبر كل منها دوراً مختلفاً تماماً عن الآخر.


هذا التحدي الذي يواجهه الفنان يمنح الفرصة لمراقبة التطور الذي وصل إليه والشخصيات المختلفة التي يؤديها وبالتالي إجراء المقارنة فيما بينها على صعيدي الشكل والمضمون، ومدى التشابه أو عدم التشابه في لعب الأدوار المتنوعة، ويشمل التحدي حتى الفنانين الكبار الذين يمتلكون أرضية جماهيرية واسعة، فالجميع تحت سقف المنافسة، خاصة أن مشاركة الفنان في أكثر من عمل لم تقف عند حدود أدوار البطولة أو الأدوار الثانوية أو الضيوف على العمل، وقد دخل كثيرون هذا الأتون وسعى العدد الأكبر منهم إلى تحقيق التمايز، رغم تكرار الشخصية نفسهاً أحياناً في أكثر من عمل، فالمصيبة عند وقوع الممثل في فخ تكرار نمط الدور ما يجعله في مرمى أن يُجرّ عن قصد أو بدونه إلى الغرق في مستنقع نمطية الأداء، المطب الذي وقع في شباكه أكثر من فنان والغريب أن الأمثلة ضمن هذا الإطار طالت فنانين سبق أن تجاوزوا هذا المطب في مواسم سابقة، حتى أن هناك من ظهر بالشكل الخارجي نفسه في أكثر من عمل بما في ذلك طريقة الحركة ونبرة الصوت وآلية الأداء إلى درجة أن الملابس كانت نفسها، ما جعل المشاهد يضيع بين الحانا والمانا. ولكن في المقابل خاض فنانون التحدي بجرأة وقوة ونجحوا وزادوا إلى رصيدهم نقاطاً مهمة وتركوا بصمة في كل ما قدموا.
يُذكر أنه منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل تم رصد العديد من هذه الحالات عبر السوشيال ميديا ووسائل الإعلام، والمفارقة أن هناك شخصيات باتت وكأنها ماركات مسجلة بأسماء ممثلين بعينهم كلما دعت الحاجة إلى دور يندرج ضمن قائمة معينة من الاختصاصات يكلفون الفنان نفسه به، وهي حالة تحتاج تمعن أكبر كونها تنوس بين قدرة تشبّع هذا الممثل من الشخصية لتقديمها كل مرة بطريقة مختلفة وبين الاستسهال والبعد عن محاولة التجريب والتحدي في تكليفه بما هو مغاير ومختلف لما سبق وقدم، الأمر الذي لجأ إليه العديد من المخرجين عبر الموسم الحالي في محاولة لكسر الجامد وتحريك الراكد.
مما لا شك فيه أن من يستسهل العمل سيلفظه عمله نفسه خارجاً ويعري مقدرته الحقيقية فالشاشة ستفرز في النهاية بين من يجتهد ويحترم الجمهور من خلال ما يقدم وبين من يريد أن يمثل وفقط وحسبه أنه حظي بتجسيد أكثر من دور واكتفى بشعور الغبطة أثناء رؤية نفسه على الشاشة، ولكن هناك فنانون مبدعون مسكونون بحالة شغف دائم للبحث في عمق الشخصية فيقرؤون ما بين السطور ويقومون بالتحضير لها بكل إخلاص وتفانٍ إيماناً منهم بأهمية ما يقدمون.

 

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس