المتاجرة التركية بملفات المنطقة

ظافر أحمد أحمد – إعلامي:

تعزّز تركيا علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، بهدف أعلنه أردوغان نفسه وهو وصول التبادل التجاري بينهما إلى عشرة مليارات دولار في العام الواحد، إضافة إلى التعاون في مجال الطاقة والتسليح، وتسوّق تعزيز هذه العلاقة أمام الداخل التركي والرأي العام العربي بأنّها للدفاع عن القضية الفلسطينية!
ومع حرصها على الانفتاح الأكبر على المحتل الإسرائيلي، تجدد تركيا انفتاحها على شتى ملفات المنطقة ودولها بما يذكّر بسياستها المخادعة (تصفير المشكلات) لتجعل هذا الانفتاح في خدمة هدف (تسخين المشكلات) مع سورية، وها هو نظام أردوغان يواصل تتريك ما يمكنه من الشمال السوري، وشكلت (عفرين) أوضح صوره وقد تغيرت ديموغرافيتها جذرياً.
والنظام الأردوغاني المتخم بالإرث العثماني صرّح مؤخراً بأنّ ما يفعله في الشمال السوري هو بناء المنازل المؤقتة للاجئين السوريين في تركيا، وطبعاً يتستر بهذه المقولة على حقيقة أنّه يغيّر ديموغرافيا بعض المناطق السورية المحتلة من خلال توطين مرتزقته المسلحين بمن فيهم متعددو الجنسيات بينما يضع قضية اللاجئين لبازار السياسة.
هذا الهدف الأردوغاني العلني يعيد الذاكرة إلى ما فعلته تركيا في حقبة مؤلمة من التاريخ السوري بالتواطؤ مع الاحتلال الفرنسي في ديموغرافيا (لواء اسكندرون) الذي كان يشكل المحافظة السورية الخامسة عشرة، فعندما يستنفر الاحتلال التركي في مناطق من الشمال السوري ببناء مدارس وفروع جامعات وفق مناهج وتسميات تركية، ويصادر بيوت القاطنين الأصليين لإحلال مرتزقة مكانهم ويشرف على إدارة البلديات ومشروعاتها وإدارة مرتزقته فهذا يؤكد أطماعه التوسعية على حساب الجغرافيا السورية.
وبناء على هذه المعطيات يترتب الدور الأهم على شريحتين سوريتين في وضع حد لمخططات أردوغان بحق الجغرافيا السورية الأولى هي شريحة اللاجئين السوريين في تركيا من أجل التنبه إلى عدم السماح لنظام أردوغان بالمتاجرة بقضيتهم، ولا يحق لدولة كتركيا تنصيب نفسها في تحديد أماكن إقامتهم وفق مخططات تنظيمية ترسمها في الجغرافيا السورية.
والشريحة الثانية تشمل السوريين في مناطق توغلات الاحتلال التركي الذين يتعرضون لسياسة التتريك المباشرة ويمكنهم ممارسة الدور الأكبر في مقاومة التتريك، ومن المهم التذكير بأنموذج أعرق احتلال في المنطقة (الاحتلال الإسرائيلي) الذي يمارس منذ النكبة سياسة التهويد، ومع كل سطوته وخلال عشرات السنوات وقف عاجزاً أمام طمس هوية (فلسطينيي ال48) مع أنّهم في عمق الكيان المحتل.

آخر الأخبار
وزارة الصحة تتسلم 16 سيارة إسعاف مجهزة.. وأولوية التوزيع للمناطق الأشد حاجة اثنان منهم عملا على الملف السوري.. الإعلان عن الفائزين بجائزة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لعام 2025 حمص تستعيد هدوءها.. رفع حظر التجوال واستئناف الدوام المدرسي عن المجتمع المدني والمرأة في المرحلة الانتقالية  ضمن نتائج حملة "فداءً لحماة".. المحافظة تطلق مشاريع خدمية لتمكين عودة الأهالي اعتقال 120 متورطاً باعتداءات حمص والداخلية تعلن إنهاء حظر التجول مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية: إعادة فتح سفارة الصين بدمشق مطلع 2026 من بداية 2026.. سوريا والأردن يتفقان على توسيع التبادل التجاري دون استثناء الجناح السوري يتصدّر "اليوم الثقافي" بجامعة لوسيل ويحصد المركز الأول السيدة الأولى تحضر قمة "وايز 2025" في أول نشاط رسمي لها سوريا والجامعة العربية.. عودة تدريجية عبر بوابة التدريب العسكري دمشق تحتضن ملتقى الموارد البشرية.. مرحلة جديدة في بناء القدرات الإدارية في سوريا  الخارجية تستقبل أرفع وفد سويدي لمناقشة ثلاثة ملفات توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة وعمليات تجريف واسعة في بريقة لتعزيز الجودة القضائية.. وزير العدل يشارك بفاعلية في الرياض أردوغان: أنقرة لا تحمل أي نزعة للتوسّع في سوريا جيل بلا آباء.. تداعيات غياب الرجال على البنية الاجتماعية والأسر في سوريا ترخيص أكثر من 2700 منشأة خلال تسعة أشهر بلودان والزبداني تعيدان ابتكار السياحة الشتوية.. الطبيعة أولاً والثلج ليس شرطاً "استثمار تاريخي بقيمة أربعة مليارات دولار".. توقيع العقود النهائية لتحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز ...