وخز الأوجاع يتفتح على وقع طبول الفرح، وقد نتقصد الابتعاد عن سماعها، خوفاً من تأنيب الضمير، شيء ما، يبوح في أذننا توقفوا الأوان لم يحن بعد…!
وهل للفرح أوان خاص…؟
كل من تذوق معنى الألم ينخز جلده كأنه وباء لا شفاء منه، يدرك حاجتنا لاغتسال نفسي وذهني، وربما لاقتلاع كل تلك الأفكار الموسوسة في صدورنا حتى نتمكن بعدها من النجاة والدخول حيز لا تتهدده مخاوفنا.
اقتسمنا الوجع بالتساوي، ونحتاج لدخول حيز الفرح بالتساوي، خاصة أوان الأعياد، ولكن كيف ندخلها معاً، وكل واحد منا، يعيش جرحه الخاص، معتقدا أن القدر اختصه باللكمات.
وحدهم من تمكنوا من النجاة من ظرف يشبه ما عشناه، يدركون معنى التوجع أوان الفرح، كأننا نحتاج إلى ما يشبه عيد يصنع خصيصاً لنا..
نعم عشناه سابقاً..و لكننا اليوم فقدنا تلك المعرفة، لم يعد بإمكاننا تلمس دربنا اليها، إلا بعد أن نشفى، حينها سنحمل الأفراح على الأكتاف معلنين أن دروس الحياة مررناها وقد تتسرب الى آخرين، بعد أن نجونا ..!
سنخلو يوماً من مذاق المرارة، كمرض وجدنا له دواء وشفينا، وسنتمكن حينها التعلق بحياة تعبر أزماتها سريعاً منا، لن تتمكن الأوجاع حين تغادر الجميع من العودة إلا بشكل ذاتي، سرعان ما نبرء منها، وننهل من حياة لطالما خلقنا لنكون لها.
إلى ذلك الأوان…كل هذا الازدحام، و الضجيج … وأواني العيد وحلواه … ندرك أنها ليست سوى إعلان عن فرح طارئ..!
السابق
التالي