بين دمشق وطهران.. زيارة بدلالات عميقة

افتتاحية الثورة- بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة

زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى طهران ولقاؤه آية الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، وإبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية، لها دلالاتها العميقة، سواء لجهة التوقيت، أم المضمون.
فهي أولاً تأكيد للمؤكد، بأن علاقات البلدين ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، بل بدأت مع انطلاقة الثورة الإسلامية في إيران، وتجذّرت وباتت الآن أكثر قوة وصلابة ورسوخاً من أي وقت مضى، ولاسيما في ظل المعركة المشتركة على الإرهاب، الذي عاث قتلاً ودماراً وتخريباً وفوضى هدامة في سورية تحديداً، وعموم المنطقة برمتها.
كما أن هذه العلاقة الإستراتيجية تأتي في ظل التدخل الأجنبي والغربي، وتحديداً الأميركي، في شؤون سورية وإيران، والذي يخوض البلدان معركة مواجهته بكل ثبات، ولم يعد بإمكان واشنطن وأدواتها في المنطقة والعالم فرض رؤاها وأجنداتها عليهما، بفضل صمود شعبي البلدين، وبعد النظر السياسي لقيادتيهما.
وفي تفاصيل المشهد نجد أن الزيارة تأتي في ظرف بالغ الدقة، بل ظرف استثنائي، حيث تحاول واشنطن العبث بمفاوضات فيينا، وحصار إيران، والتهرب من التوقيع على اتفاق يحفظ للأخيرة حقوقها، بينما تخوض طهران المحادثات بكل قوة، لا بل تفرض شروطها وخطوطها الحمر في كل جولة، وترفض التوقيع ما لم ترفع العقوبات الجائرة عن شعبها.
ويشكل الموقف السوري الداعم لحقوق إيران المشروعة بتطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، ورفع العقوبات الأميركية الظالمة عنها، موقفاً ثابتاً أكده الرئيس الأسد اليوم، وفي كل مناسبة.
كما تأتي الزيارة في ظل استمرار وقوف إيران إلى جانب الشعب السوري، في الحرب على الإرهاب، وطرد المحتل الأجنبي من أراضيه، والحفاظ على سيادة دولته عليها، وتوسيع العلاقات بين البلدين، وخاصةً الاقتصادية والتجارية في ظل عقوبات “قيصر” الإرهابية والحصار الخانق الذي يفرضه الغرب، ويحرم السوريين من الطاقة وحبّة الدواء ولقمة الخبز، وهو ما يترجم التنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين، وترسيخ العلاقات التاريخية التي تجمعهما، والقائمة على مسارٍ طويلٍ من التعاون الثنائي والتفاهم المشترك حول قضايا ومشاكل المنطقة برمتها والتحديات التي تواجهها.
كما أنها تأتي في ظل أزمة عالمية خلقتها أميركا وحلفاؤها، بعد تفجير الحرب الأوكرانية، وتهديد الحلف الأطلسي ليس للأمن الروسي فقط، بل للأمن العالمي برمته، والترويج لحروب نووية مرة، ولحرب عالمية ثالثة أخرى، الأمر الذي خلق أزمة اقتصادية على المستوى الدولي بفضل جشع أميركا والغرب وسياساتهم الهدامة.
من جديد تثبت اللقاءات السورية الإيرانية، ومعها تطورات الأحداث في المنطقة والعالم، ونظرة البلدين لها، صوابية الرؤى التي اعتمدتها العاصمتان منذ سنوات، وخصوصاً في مواجهة الإرهاب، وفي مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على سورية وفلسطين، وفي دعم القضية الفلسطينية ونصرتها، وهو ما أكّده الرئيس الأسد بأنّ القضية الفلسطينية اليوم تعيد فرض حضورها وأهميتها أكثر فأكثر في وجدان العالم العربي والإسلامي بفضل تضحيات المقاومة.
ومن جديد أيضاً تبوء محاولات واشنطن وأدواتها بفك الارتباط بين البلدين وتفكيك محور المقاومة بالفشل، بل إن تلك المحاولات تدفعهما إلى تطوير علاقاتهما نحو مزيد من التجذّر والتطور، وبترسيخ عمقها الإستراتيجي، وبما يسهم بتحول نوعي يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويصب في مصلحة شعوبها.

 

آخر الأخبار
هند ظاظا تُودّع طاولة آسياد الشباب كريستيانو يخسر (13) بطولة خلال ثلاث سنوات ! تعثر جديد لباريس في الليغ آن لقب الأمم للسيدات بين إسبانيا وألمانيا فوز كبير للبايرن في كأس ألمانيا اكتمال عقد ربع النهائي في مونديال الناشئات "بوابة العمل" تصنع الفرص وتستثمر بالكفاءات المعرض الدولي لإعادة الإعمار فرصة جديدة للبناء في سوريا "المركزي": تفعيل التحويلات المباشرة مع السعودية يدعم الاقتصاد لجنة "سلامة الغذاء" تبدأ جولاتها على المعامل الغذائية في حلب "إعمار سوريا": نافذة الأمل للمستثمرين.. وقوانين قديمة تعوق المسيرة محافظ حلب يفتتح ثلاث مدارس جديدة في ريف المحافظة الجنوبي تعاون بين "صناعة دمشق" ومنظمة إيطالية لدعم التدريب وتأهيل الشباب الرئيس الشرع يبحث مع الأمير بن سلمان التعاون الثنائي آلية جديدة لخفض تكاليف إنتاج بيض المائدة في دمشق وريفها  سوريا تعلن اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة  الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض