مركز رعاية الأطفال في قدسيا بحاجة إلى “رعاية” ثلاث وزارات.. بلا كهرباء.. ولا خبز بالسعر المدعوم.. والغاز والمحروقات بالقطارة

الثورة – حسين صقر:

من المعروف أن هناك الكثير من دور الرعاية الاجتماعية للأطفال، والتي تهدف لإيواء بعض من فقد منهم الاهتمام الأسري، وذلك بشكل مؤقت ريثما تتحسن أوضاعهم وظروفهم الأسرية تلك، أو حتى يتم احتضانهم بأسرتهم النواة “مع أحد الوالدين أو كليهما” أو مع أسرتهم النواة “أسرة الجد أو العم أو العمة أو الخال أو الخالة”
ويكون هدف دور ومراكز الرعاية تلك تأهيل الأطفال عبر إزالة الأثر الواقع عليهم نتيجة العنف والتصدع العائلي والذي يؤدي للإساءة لهم والاعتداء عليهم، بالإضافة لإرشادهم وحمايتهم وتنمية مهاراتهم.

صحيفة “الثورة” تواصلت مع الدكتورة لينا الطحان مديرة مركز الرعاية المؤقتة للذكور في قدسيا للاطلاع على واقع المركز حيث قالت: إن المركز يستوعب نحو خمسة وسبعين طفلاً، ويضم خمسين منهم ممن فقدوا الرعاية الأسرية وتعرضوا للخطر، والظروف القاسية، وكانوا ممن سيقعون ضحايا لعمالة الأطفال وهم في أعمار صغيرة وأجسادهم لا تزال غضة، فضلاً عن احتمال تعرضهم للاستغلال الجنسي والاتجار والإيذاء الجسدي والتشرد.
وأضافت: من بين هؤلاء من تشرد وتسول وجُهل نسبه أو كان مكتوم القيد نتيجة التفكك الأسري، وهجر الوالدين أو وفاة أحدهم أو فقدانه، ولفتت إلى أن المركز يستقبل من عمر الخمس سنوات حتى سن السادسة عشرة، مشيرة أنه يتبع لمشروع طريق النحل، وهو أحد مشاريع جمعية حقوق الطفل التي تقدم خدمات قانونية وصحية ونفسية وجسدية وطبية ودعم نفسي واجتماعي، وخدمات تعليمية ومتابعة مدرسية، ومحو أمية وخدمات ترفيهية وتوعوية، وكافة القضايا التي تتعلق بالمتابعة الأسرية.
وأوضحت الطحان أنه لا يوجد مشاريع مكملة للمشروع المذكور، وأن الأطفال المقيمين نقوم برعايتهم وتقديم العمل لهم بعد دراسة الحالة والاحتياج.
وبيّنت مديرة المركز المختصة بالعلاج المعرفي والسلوكي أنه يتم استقبال الأطفال في مكتب إدارة الحالة لدراسة الحالة النفسية للمستفيد، وأخذ المعلومات لتقديم المساعدة المناسبة، ثم استقبال الطفل في فئة المستجدين لدراسة سلوكيات ونمط شخصيته ومعرفة السلوكيات التي يحتاج لتعديل ليتم العمل عليها قبل الدمج ضمن الفئات الأخرى.
تعليم وتدريب
وأضافت الطحان أن من أهداف المركز تعليم الأطفال وتدريبهم الحرف اليدوية وتنمية مهاراتهم للمشاركة بالبازارات، وتشجيع المبدعين منهم على الاستمرار بالعطاء والتفوق والنجاح، بالإضافة لحمايته من سوء المعاملة بجميع أشكالها، والسعي لتأمين حقوقه وتعريفه بواجباته تجاه المجتمع، وتوعيته ليكون فاعلاً في المجتمع المحيط، فضلاً عن تعليمه طريقة التعامل مع الناس، والتعاون مع الجمعيات والهيئات التي تقدم له العون والمساعدة وجعله شخصاً ذو قيمة وحاجة.
صعوبات ومعاناة..
وعن الصعوبات التي يعانيها المركز قالت الطحان: إن بُعد المكان عن دمشق وغلاء أجور النقل، لتقديم الخدمات الأفضل للأطفال إحدى نوافذ المعاناة، بالإضافة لعدم وجود نقطة طبية، وعدم وجود أطباء من اختصاصات الجلدية والعينية في المستوصف القريب من المركز.
وأشارت إلى أن المكان يفتقر للخدمات المحيطة به ولاسيما فيما يخص النظافة، حيث تحيط به الأتربة ونتيجة لذلك فهو معرض لجذب الحشرات وانتشار القوارض.
ولفتت الطحان إلى معاناة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مع صعوبة الحصول على المحروقات وارتفاع ثمنها، ناهيك عن أن كمية الغاز المخصصة للمركز لا تغطي الحاجة، إضافة إلى أن المركز غير مشمول بتوزيع الخبز بالسعر المدعوم وهو ما يكبد إدارته أعباء شرائه أو الحصول عليه بالسعر الحر، ونوهت بأن الفرق التطوعية لا تقصد المكان لبُعده.
حماية الأطفال من ظواهر خطيرة نتيجة الحرب الإرهابية

من جهتها أكدت مسؤولة برنامج الحماية خولة الخطيب أن مشروع طريق النحل، هو مشروع من مشاريع برنامج الحماية في جمعية حقوق الطفل يُعنى بالأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، وحمايتهم من ظواهر خطيرة انتشرت في الآونة الأخيرة بعد الحرب الإرهابية على سورية، مشيرة إلى أن مشروع طريق النحل ينقسم إلى مركزين، أحدهما للذكور والآخر للإناث، الأول للذكور ومقره في قدسيا، والثاني للإناث في باب مصلى، ويقدم كل منهما العديد من الخدمات منها خدمة إدارة الحالة، والعلاج النفسي، والرعاية النفسية و الصحية، والإيواء والغذاء والكساء والتعليم والدعم النفسي ومهارات الحياة كالرياضة، والمتابعة الأسرية ولم الشمل والمتابعة القانونية.
وأضافت الخطيب يتم وصول الأطفال أو تحويلهم عن طريق أقرب مخفر شرطة أو عن طريق فريق التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

جهات داعمة..
وعن الجهات الداعمة، قالت: يتم دعم المشروع عن طريق المتبرعين الذين يقدمون تبرعاتهم لجمعية حقوق الطفل والتي بدورها ترعى الأطفال وتقدم كافة الخدمات، ويكون التبرع على عدة حسابات في بنك البركة أو عن طريق زيارة مقر الجمعية الكائن في منطقة المزرعة.
اقتراحات لتذليل العقبات
وعن بعض الحلول الممكنة لمواجهة هذه العقبات التي تواجه المشروع أكدت الخطيب ضرورة تضافر جهود الوزارات والجهات المعنية لتأمين المستلزمات وذلك من خلال إيلاء هذه الفئات أهمية وتقديم التسهيلات لسد الاحتياج الذي يسهم بحماية الأطفال.

آخر الأخبار
موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك وزير الصحة ومحافظ إدلب يُجريان جولة ميدانية لتفقد المنشآت الصحية المتضررة بريف إدلب لمى طيارة: غياب الفيلم السوري عن مسابقة الأطفال في "الاسكندرية" قهر الاغتراب.. في وجوه الرواية وتمرّد الحياة الفاضلة مينه: نصرة الفقراء والبؤساء والمعذّبين في الأر... هجوم إسرائيلي يُطيح بقيادة الظل .. مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه الإصلاح الضريبي في سوريا.. ثقة تحتاج لترميم لجان وصلاحيات وصولاً إلى صيغ مناسبة للعدالة بالضريية رحلة أوروبية جديدة تصل دمشق وتدشّن خط طيران مباشر بين سوريا ورومانيا