الثورة – وكالات:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الغرب شن حرباً هجينة شاملة على روسيا، محذراً من أن تبعاتها ستطول جميع الدول دون استثناء.
وذكرت “روسيا اليوم” أن لافروف قال اليوم السبت في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية: ” شن الغرب الجماعي علينا حرباً هجينة شاملة يصعب التنبؤ بمدتها، لكن يبدو أن الجميع دون استثناء سيشعرون بعواقبها”.
ولفت لافروف إلى أن روسيا “فعلت كل ما في وسعها لتفادي المواجهة المباشرة”، مضيفاً: “لكن إذا فُرض علينا هذا التحدي فإننا نقبله بطبيعة الحال، وباتت العقوبات أمراً عادياً بالنسبة لنا لأنها كانت مفروضة دائماً تقريباً بشكل أو بآخر”.
وشدد لافروف على أن الغرب ضمن إجراءاته العقابية الموجهة ضد روسيا، يستخدم “أساليب سرقة صارخة”، مشيراً إلى الحملة المنسقة لطرد مئات الدبلوماسيين الروس من دول الغرب، قائلاً: “لا مثيل لها حتى في السنوات الأكثر ظلاماً من الحرب الباردة”.
وتطرق لافروف إلى صادرات الأسلحة الغربية إلى حكومة أوكرانيا حيث تواصل روسيا عمليتها العسكرية، قائلاً إن دول الغرب “مستعدة لمواجهة روسيا هناك حتى آخر أوكراني”.
وأشار عميد الدبلوماسية الروسية إلى أن هذا الموقف مريح للولايات المتحدة التي تدير الأحداث في أوكرانيا من خلف المحيط، و”تضعف أوروبا وتخلي أسواقها للبضائع وتكنولوجياتها والمنتجات التقنية العسكرية الأمريكية”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوضع أكثر تعقيداً.
وأوضح لافروف بالقول: “نفهم نحن والولايات المتحدة والصين وجميع الدول الأخرى أنه يتقرر اليوم ما إذا كان النظام العالمي سيصبح في الواقع عادلاً وديمقراطياً ومتعدد الأقطاب، أو ستتمكن هذه المجموعة الصغيرة من الدول من أن تفرض على المجتمع الدولي التقسيم الاستعماري الجديد للعالم إلى الذين يثقون باستثنائيتهم والآخرين الذين يتعين عليهم فعل مشيئة المختارين”.
وحذر لافروف من أن الغرب يروج لفكرة تسليم السيطرة على الاقتصاد العالمي إلى مجموعة السبع الكبار، وقال: “دول الغرب فقدت نهائياً مصداقيتها كشريك قادر على التفاوض”، محملاً الولايات المتحدة المسؤولية عن مهاجمة ليس روسيا فحسب بل وكل دولة قادرة على انتهاج سياسة مستقلة”.
وتابع بالقول: “لا يتمتع أحد بالحصانة من القرصنة الحكومية الغربية”. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي بدوره “يتخلى نهائياً عن علامات الاستقلال لصالح الولايات المتحدة” ويخضع في المسائل الأمنية لنفوذ حلف الناتو الذي “يتحدث أكثر فأكثر عن طموحاته العالمية”.
وحذر لافروف من أن الأحاديث عن “ناتو عالمية” تؤكد أن “خط دفاع” يتبع لحلف الناتو سينقل إلى منطقة بحر الصين الجنوبي.