إبداع التكيف

الملحق الثقافي: سهيلة إسماعيل :

مَنْ منّا لم يعجبه فيلم « علاء الدين والمصباح السحري» أو فيلم « علي بابا والأربعون حرامي» سواء كنا صغاراً أم كباراً، وبالطبع، ازداد إعجاب الكثيرين بعد معرفتهم أنَّ الفيلمين مأخوذان من كتاب « ألف ليلة وليلة» .. بالإضافة إلى أعمال أخرى كان مصدرها الكتاب المذكور كفيلم « شهرزاد» للمخرج الفرنسي فيليب دي بروكا .. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكتاب يتمتع بسحر خاص ما أتاح للمخرجين وكتاب النصوص المرئية أن يحوِّلوا عدداً من نصوصه إلى أعمال تلفزيونية وسينمائية.
لكن، من كان له الفضل في التأثير على الآخر؟ الكتاب أم ما أُخِذ عنه؟.
يبدو السؤال مشروعاً وفي مكانه، لأن بعض النقاد يرى أنه عند تحويل المكتوب إلى مرئي تغيب الأمانة في أغلب الأحيان، ما دعا البعض الآخر إلى تسمية عملية التحويل هذه بـعملية « تكييف» ، وضمن التكييف لا يوجد علاقة ثابتة المواصفات؛ فربما تكون علاقة تواشج أو علاقة تأثّر وتأثير أو علاقة ترجح كفتها لصالح نوع على الآخر..فالمرئي بحسب الباحث العراقي صالح الصحن: « يرتكز على وجود تقنيات ووسائط مرئية تبتعد عن خلفياتها اللغوية لترتمي في الضوء واللون والحركة والأحاسيس وغيرها من المشاعر الصورية والضوئية «.
وإذا استعرضنا الأعمال الأدبية التي أصبحت فيما بعد أعمالاً تلفزيونية أو أفلاماً سينمائية على مستوى الوطن العربي وساهمت بشهرة الكاتب وانتشار عمله على أوسع نطاق فنجد أن أعمال المصري نجيب محفوط جذبت أكبر عدد من المتلقين وحققت قيماً مضافة كرواية « خان الخليلي « و» اللص والكلاب» و « قصر الشوق» وغيرها من الأعمال الأخرى..كما كان لأعمال إحسان عبد القدوس الحظ الأوفر في مشاهدتها كأفلام مثل « بئر الحرمان» وخمس روايات أصبحت مسرحيات وأخرى مسلسلات إذاعية أو تلفزيونية .. وحظيت رواية علاء الأسيوني « عمارة يعقوبيان « بشهرة واسعة بعد أن أصبحت فيلماً سينمائياً.
ومن لبنان كتب الياس خوري « باب الشمس « لتصبح فيلماً سينمائياً جميلاً، وفي سورية تعرف عامة الناس على أعمال الكاتب حنا مينا بعد أن طرقت باب السينما : بقايا صور» و» الشمس في يوم غائم» و « الشراع والعاصفة» , وجسّد فيلم « المخدوعون» المأخوذ عن رواية الفلسطيني غسان كنفاني « رجال في الشمس» تداعيات نكبة 1948.
أما في المغرب، فأُخِذت رواية « الخبز الحافي « لمحمد شكري لتصبح فيلما، وقد حورب من قبل الكثيرين لأنه يتعارض مع بعض قيم وعادات المجتمع العربي.
وفي الغرب، أخذت شركة والت ديزني على عاتقها إنتاج العديد من أعمال الكتاب الغربيين للسينما كحورية البحر للهولندي هانس أندرسن، ورواية « أحدب نوتردام « للفرنسي فيكتور هيغو وكذلك رواية البؤساء، والحكاية الألكانية» بياض الثلج والأقزام السبعة « للأخوين غريم وغير ذلك الكثير جداً من الأعمال.. بينما رفض الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز قضية التحويل أو التكييف معتبراً أن الأمر يصادر مخيلة القارىء ويستلب أدواته التعبيرية.
وإذا سلَّمنا بقضية انتشار الفيلم أو المسلسل وشهرته أكثر من العمل الأدبي نفسه فإن ذلك يعود لأسباب متعددة وفي مقدمتها كثرة المتابعين للتلفاز وإغراء السينما، مقارنة مع محبي المطالعة واعتبارها طقساً مقدساً لا يمكن التخلي عنه رغم سطوة المرئي وسهولة متابعته.. مع الإشارة إلى أن بعض الكتاب اعترضوا على العملية برمتها بعد أن شاهدوا أعمالهم مجسدة في أفلام أو مسلسلات لأنها – برأيهم – تعرضت للتشويه، وهنا يتفوق المكتوب على المرئي لأنه يبقى بمثابة مرجع أساسي لمن يحب إغناء فكره وثقافته، على أنَّ عملية التحويل قد تكون حافزاً لدى البعض لاقتناء الأصل؛ أي الكتاب نتيجة إعجابهم بما شاهدوه.
لقد حافظت العلاقة بين المكتوب والمرئي على تواشجها وحميميتها قبل انتشار التقانات الحديثة كالحاسوب والشبكة العنكبوتية وما أتاحته من إمكانية مشاهدة أي فيلم .. لكن، هل يمكننا الاحتفاظ بالمرئي كما نحتفظ برواية أو قصة ؟.
من المؤكد أن الإجابة بالنفي، إذ يبقى للكتاب قدسيته ومكانته لدى الغالبية، ومن هنا جاء رد أحد النقاد عندما سئل عن رأيه بتحويل الروايات إلى أفلام مقتبسة منها : « الفيلم هو لأولئك الذين يتكاسلون عن قلب الصفحة «.
التاريخ:الثلاثاء24-5-2022
رقم العدد :1096

آخر الأخبار
سوريا تدين العدوان الإسرائيلي على مؤسسات حكومية ومدنية في دمشق والسويداء حرصاً على مصلحة الطلاب.. تأجيل امتحان الانكليزية للثانوية في السويداء غداً إلغاء القيمة الرائجة وتبسيط ضريبة العقارات.. وزير المالية يكشف: ضرائبنا الأدنى في المنطقة رسالتنا للعالم.. متمسكون بحقنا في الحرية والدفاع عن وطننا استئناف تسجيل إجازات السوق.. يعكس حالة الارتياح لدى المواطنين   خبير مالي لـ"الثورة": التوجه الضريبي الجديد يشير إلى توجه اقتصادي واعد سوريا تشارك افتراضياً في أولمبياد الرياضيات الدولي "المجتمع يسأل والمحافظة تجيب".. مؤتمر حلب لتعزيز الشفافية والتواصل بائعو المياه .. فوضى الحضور ..وواقع يومي لمعاناة لا تنتهي!  نقابة المهندسين تتحرك علمياً لمواجهة الحرائق.. لجنة بيئية وتقرير وطني قيد الإعداد إدلب.. وقفات شعبية تعلن دعم الأمن العام وتندد بالعدوان الإسرائيلي الغلاء يهدد المؤونة ويحولها إلى رفاهية.. البامية 35 ألف ليرة والملوخية60 ألفاً استطلاعات رأي تعطي الأولوية لأميركا في العلاقات الاقتصادية على حساب الصين إدانات عربية ودولية: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهديد لاستقرار المنطقة سوريا تدين الانتهاكات بحق أهلنا في السويداء وتتعهد بمحاسبة المتورطين مجموعة البحث والإنقاذ القطرية تؤكد دعم قطر المتواصل للشعب السوري درعا تستقبل العائلات المتضررة والمهجرة من السويداء ملامح النظام الضريبي الجديد.. الحلاق لـ "الثورة": صفحة جديدة مع قطاع الأعمال تقوم على مبدأ العدل وا... الخطوط الجوية القطرية تستأنف رحلاتها إلى حلب في آب المقبل هل تمارس موسكو ضغوطاً على طهران لإبرام اتفاق "صفر تخصيب" مع واشنطن؟