الثورة- تقرير دينا الحمد:
المجزرة الجديدة داخل مدرسة ابتدائية في تكساس الأميركية، والتي راح ضحيتها 19 تلميذاً صغيراً وبالغين اثنين عندما أطلق مراهق يبلغ 18 عاماً النار في المدرسة أمس الثلاثاء قبل أن ترديه الشرطة، تُغرق الولايات المتحدة مجدداً في مآسي عمليات إطلاق النار في الأوساط التعليمية، على وقع انتشار الأسلحة الفردية بشكل واسع وغير منضبط.
إذ تشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو ارتفاعاً لمعدل الجرائم التي ترتكب بواسطة أسلحة نارية.
وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) نقلت عن حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت قوله في مؤتمر صحافي إنّ المهاجم “أطلق النار وقتل الضحايا بشكل مروّع ومجنون” في مدرسة ابتدائية في بلدة يوفالدي الواقعة على بعد 130 كيلومتراً تقريباً غرب سان انطونيو مشيراً إلى أن مطلق النار يدعى سالفادور راموس وقد قتل بدوره في الحادثة.
وقال مسؤولون في دائرة الأمن العام في تكساس إن الشرطة أردته وأضافوا أن بالغين اثنين قضيا أيضاً في الهجوم من بينهم مدرس.
وكان مطلق النار يحمل بندقية على الأقل على ما أوضح السرجنت إريك إسترادا عبر محطة “سي ان ان” التلفزيونية.
وأوضحت الوكالة أن سالفادور راموس الأميركي الجنسية كان قد استهدف جدته أولاً التي لم يتضح وضعها الصحي بعد، قبل أن يتوجه إلى المدرسة في سيارة لارتكاب هذه المجزرة.
ولم تعرف بعد دوافع الهجوم الذي يُعدّ واحداً من الأكثر دموية الذي تشهده مدرسة في الولايات المتّحدة منذ سنوات.
ووفق بيانات سلطات تكساس فقد ارتاد المدرسة خلال العام الدراسي 2020-2021 أكثر من 500 طفل، 90 % منهم تقريباً من أصول أميركية لاتينية.
وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالاً يتم إجلاؤهم على عجل وهم يركضون ضمن مجموعات صغيرة إلى حافلات مدرسية صفراء أمام المدرسة.
وتعيد العملية إلى الأذهان مأساة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كونيتيكت حين قتل مختل عقليا في العشرين من العمر، 26 شخصا من بينهم أطفال تراوح أعمارهم بين 6و7 سنوات قبل أن يقدم على الانتحار.
ودعا كريس مورفي السيناتور الديموقراطي عن تلك الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة زملاءه إلى التحرك مؤكداً أنه “يمكن تجنب” هذه المآسي، قائلاً بأن هذه الحوادث تقع فقط في هذا البلد وليس في أي مكان آخر، فما من بلد آخر يفكر فيه الأطفال عندما يتوجهون إلى المدرسة أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار”.
وصدمت الولايات المتحدة أيضا بعملية إطلاق نار وقعت داخل مدرسة ثانوية في باركلاند في ولاية فلوريدا في 2018 حين قُتل 17 شخصاً غالبيتهم من المراهقين برصاص طالب سابق.
ومن شأن عملية إطلاق النار الجديدة أن تثير صدمة مضاعفة خصوصاً وأن الضحايا من الأطفال، وأن تجدد الانتقادات حول الانتشار الواسع للأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع غياب الأمل في إقرار الكونغرس لقانون طموح حول هذه المسألة.
السابق