أ. د. جورج جبور:
29 أيار هو يوم استشهاد جنود حامية مجلس النواب، يوم قوى الأمن الداخلي، أما الصفحة التي أرى مناسباً أن تشهر فهي تلك التي تحتويها محاضر مجلس الشعب عن جلسة في آب 1945.
في تلك الجلسة قال دولة الرئيس فارس الخوري إن جريمة العدوان الفرنسي شغلت مؤتمر سان فرانسيسكو ولها علاقة بالمادة 78 من ميثاق الأمم المتحدة، تلك المادة التي قال عنها دولة الرئيس أنها: “وضعت خصيصاً لسورية ولبنان”.
ليس سراً أن في عداد ما أقوم به منذ سنوات طوال الدعوة إلى نشر ما سمعه النواب وسجلته المحاضر عن “مادة سورية” التي لم تعلمني إياها كتب الحقوق في جامعة دمشق بل نبهني إليها أستاذ أمريكي أثناء دراستي في أمريكا قبل نحو من 60 عاماً.
لن أعاقب نفسي بمعاتبة الكثيرين الذين خاطبتهم، على الهيئات القيادية في وزارة التعليم العالي أن تتحرك، ويبقى الواجب الأساس على مجلس الشعب.
أكتب صباح الاثنين 23 أيار 2022.. لدينا أيام قليلة تفصلنا عن 29 أيار.. لكنها تكفي لنكبر.
تكفي لكي نكبر تلك الصفحة من محاضر مجلس النواب لكي تقرأ عن بعد، ولنضعها ضمن إطار مناسب، ونشرعها على تلك المساحة من الجدار المجاورة للائحة الرائعة التي تشعر بالزهو كلما نظرنا إليها: قائمة أسماء “شهداء العدوان”.. بذلك نشهر صفحة بل واقعة اختفت في بطون المحاضر.
وأتوجه هنا بالشكر إلى الدكتور بشار الجعفري الذي قال في محاضرة عامة إن الفضل يعود إلي في تعريف السوريين بما تعنيه أو يجب أن تعنيه لسورية وللعالم المادة 78 من ميثاق الأمم المتحدة.
ما دعت إليه الأسطر السابقة لا يعالج أيا من مسائلنا الكبرى وقد يرى البعض أن علينا ألا ننشغل به.. صحيح.
لا يصح أن ننشغل به لأكثر من ساعات قليلة يستغرقها التنفيذ، إلا أنه عمل مفيد، وتذهب الأسطر السابقة التي كتبت على واتس مكتب سيادة رئيس مجلس الشعب الصديق العزيز المحامي الأستاذ حمودة الصباغ حفظه الله، فإذا لم ألمس استجابة، وتذكرت الأمر في وقت لاحق دون أن تنسيني إياه أعباء التقدم في العمر فسيكون ما كتبت على بعض الصفحات الواتسية الأخرى.
* الكاتب رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة – عضو مجلس الشعب الدور التشريعي الثامن.