في مؤتمر عودة اللاجئين.. اتفاقات وتفاهمات سورية – روسية في مجالات الإعلام والاتصالات والعدل والطلبة والتبادل التجاري
الثورة – متابعة غصون سليمان – وميساء الجردي:
تضمنت الجلسات الصباحية الهامة للاجتماع الرابع السوري – الروسي المشترك حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين مناقشات وحوارات مشتركة للجهات المنسقة والمشاركة من البلدين بحضور ممثلين عن كافة الوزارات والهيئات المعنية.
وبدأت الفعاليات باجتماع عمل بين الممثلين المفوضين لحكومة موسكو ودمشق لتوقيع الاتفاقية حول إجراء العلاقات الدولية والسياسية الخارجية، وجلسة حول التعاون السوري – الروسي مع ممثلي وزارة التربية والتعليم العالي تحضيراً لعقد تفاهمات واتفاقيات مستقبلية.
وفي الجلسة المتعلقة مع وزارة العدل، ناقش المشاركون آليات تنظيم توقيع الاتفاقيات بتسليم ونقل الأشخاص المحكوم عليهم بالسجن، والمساعدة القانونية المتبادلة في القضايا الجنائية بحسب ما ذكر نزار صدقني معاون وزير العدل، مبيناً أن التركيز مع الجانب الروسي ممثلاً بالسيد بابكين نائب مدير المديرية في وزارة العدل الروسية، كان بوضع الخطوط العريضة للتفاهمات في جوانب قضائية مختلفة، منها ما يتعلق بتسليم المجرمين ونقل المحكومين والتعاون في الأمور الجزائية كمقدمة لتعاون قضائي وعقد اتفاقيات بهذه الجوانب.
وأكد صدقني في تصريح لصحيفة الثورة أهمية هذه الجلسات التي عقدت اليوم لمراجعة نصوص وبنود هذه الاتفاقيات للوصول إلى صيغة مشتركة متفق عليها تمهيداً للتوقيع، وهناك اتفاق حول الإجراءات الداخلية في البلدين للوصول إلى هذا الهدف.
* تفعيل البيت التجاري السوري – الروسي..
ومن اللقاء الخاص بين ممثلي حكومة جمهورية القرم ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية تناول الجانبان آليات تنشيط التجارة للبيت التجاري للقرم وسورية، حيث أكد سائر فياض مدير عام هيئة الدعم الإنتاج المحلي والصادرات في تصريح للثورة أهمية هذه الجلسة في تفعيل موضوع بيت التجاري السوري – الروسي الذي تم إقراره عام 2016 من قبل اللجنة العليا السورية – الروسية المشتركة، وتنشيط عمله، وإمكانية إنشاء خط نقل بحري بيننا وبين جمهورية القرم، وتبادل المواد وتصدير البضاعة السورية الناتجة محلياً، وكان التركيز على المواد التي يمكن تصديرها والتي يمكن استيرادها والتي سيتبعها اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية – الروسية.
وبيَّن السيد سيرغي كودرين الممثل الدائم لجمهورية القرم على أهمية هذه الخطوة لدعم الاقتصاد بين البلدين والتبادل التجاري ضمن الإمكانيات حيث كان الموضوع الرئيسي هو تنشيط عمل البيت التجاري المشترك وتنظيم التوريدات بالنسبة للصادرات السورية من حمضيات وفواكه ومنتجات النسيج، وبالعكس المنتجات الروسية إلى الموانئ السورية، مشيراً إلى جلسة هامة ستعقد غداً لمناقشة إنشاء شركة النقل المشتركة.
* تعزيز التعاون الإعلامي التقني والتدريبي..
وتناول المشاركون في لقاء العمل بين ممثلي وزارة التنمية الرقمية والاتصالات ووسائل الإعلام الروسية مع ممثلي وسائل الإعلام السوري مناقشات حول الخطط الإعلامية المشتركة، ومشروع المعارض التصويرية، ووثيقة التفاهم بين الوسائل الإعلامية للبلدين.
من جانبه أكد معاون وزير الإعلام أحمد ضوا في تصريحه للإعلاميين أهمية هذا الاجتماع لمتابعة ما تم تناوله في الاجتماع السابق بين وزارة الاتصالات الروسية ووزارة الإعلام السورية لمناقشة القضايا في الجانب التقني والتدريبي بين وسائل الإعلام، وأيضاً في مجال التعاون من حيث المحتوى والبث الرقمي.
وتركزت الحوارات حول تعزيز الاتفاقيات الموقعة بين وسائل الإعلام الروسية والسورية في العديد من المجالات بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وقناة روسيا اليوم والقنوات الروسية الأخرى.
وتحدث ضوا عن الطموح في تعزيز هذا التعاون بمجال البث والمحتوى الرقمي، وفي المجال الإعلامي ليشمل المجال الدرامي ومجال الإنتاج السينمائي والاختراق السيبراني، وتعزيز قدرات وخبرات الإعلاميين السوريين في البث الرقمي، وهناك نقاط بحاجة لاستكمال في وقت لاحق، وهناك اتفاقية تم التحضير لها بين وزارتي الاتصالات الروسية والسورية والتي سيتم توقيعها قريباً، وهي التي تضمن الغطاء القانوني لهذا التعاون.
وتحدثت يكترينا لارينا مدير التعاون الدولي في وزارة التنمية الإلكترونية والاتصالات حول تفعيل مشروع معارض تصويرية مشتركة، ووضع وثيقة تفاهم رسمية بين الوسائل الإعلامية الروسية – السورية، وضرورة التعاون المستمر العلمي والإعلامي والتقني.
* توسيع التبادل العلمي والطلابي..
وتناولت جلسة العمل بين ممثلي محافظة ريازان الروسية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول التفاعل والتعاون بين المؤسسات التعليمية للطرفين مجموعة من العناوين المهمة المرتبطة بالتعليم.
الدكتورة فاديا ديب معاون وزير التعليم العالي للشؤون العلمية والبحث العلمي بينت في تصريح لـ”الثورة” أن اتفاق اليوم هو حول التعاون بين جامعة ريازان لروسيا الاتحادية والتي تضم أكثر من جامعة في مجال الهندسة المعمارية والطبية والتقنيات المتعددة، وقالت إن مدير هذه الجامعة هو موجود معنا اليوم لتوقيع الاتفاقيات المطلوبة بين وزارة التعليم العالي وهذه الجامعات بغية استقبال طلاب من سورية لهذه الجامعات وأساتذة لتدريبهم.
وأشارت الدكتورة ديب إلى وجود درجات تحت الإجازة الجامعية وأخرى متخصصة باختصاصات متعددة، لافتة إلى وجود لقاءات سابقة تم خلالها التعرف على هذه الجامعات بمختلف مستوياتها وهي بالتالي جزء من جامعة موسكو الحكومية، وأن الشهادة التي تمنح هي من جامعة موسكو الحكومية.
وذكرت أن اجتماع اليوم هو استكمال للنقاش حول كيفية العمل على مخرجات الاتفاق من خلال برامج تفصيلية تنفيذية حول مجموع بنود مذكرة التفاهم.
من جانبه أشار يغور موردوغ رئيس مجلس التعليم في إقليم ريازان الروسي أهمية هذه اللقاءات بين الجانبين السوري – الروسي، لاسيما و أن مدينة ريازان تضم خمس جامعات، و الاختصاصات مختلفة، لافتاً إلى وجود لقاءات قادمة تتعلق بالجوانب الاقتصادية والكهربائية ورجال الأعمال.
* تفاهمات حول مؤتمر بلغار 1100..
وتخلل أعمال الجلسة التي عقدت بين ممثلي وكالة شؤون الجنسيات الفيديرالية لروسيا الاتحادية ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف السورية حوار حول المشاركة في ندوة الشباب للمدارس الإسلامية في روسيا، وقد بيَّن الدكتور أيمن السيد مدير التوجيه والإرشاد في وزارة الأوقاف أن المشاركة تناولت التحضير لمؤتمر سوري – روسي في روسيا لتبادل الخبرات ومناقشة كيفية التصدي للتطرف والإرهاب، مع عرض للتجربة السورية في مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن التجربة السورية لديها طرق متعددة ورائدة في هذا المجال.
وأشار السيد إلى دور الإرهاب في تخريب العقول والمعتقدات وتشويهها، مؤكداً أنه سيتم في مؤتمر بلغار 1100 الذي سيعقد في روسيا عرض لهذه التجربة.
وتحدث الجانب الروسي حول أهمية القواعد الثقافية والتحضيرات الخاصة بمؤتمر بلغار 1100 المتخصص في الثقافة الدينية، خاصة وأن المؤتمر يمكن أن يعرض الكتب والمؤلفات الدينية السورية التي يمكن أن تصل لكل العالم، كما يمكن أن يتم إنتاج فيلم أو مادة إعلامية موجهة للشباب.
هذا وعلى مدى ثلاثة أيام ستشهد أعمال الاجتماع لقاءات موسعة من الجانبين، ومناقشات وتوقيع اتفاقيات تعاون علمية وتجارية في مجالات مختلفة ومناقشات بين الوفود المتقابلة في كلا البلدين حول طيف واسع من مشاريع التعاون في قطاعات الصحة والإعلام والتعليم والإسكان والإدارة المحلية والكهرباء، والبحث العلمي والزراعة والصناعة والتجارة.
تصوير- حسن خليل