الثورة – حلب – حسن العجيلي:
يستقبل مركز التلاسيميا بحلب ما بين 600 إلى 800 مريض شهرياً ليبلغ عدد المرضى الفعلي في حلب حتى نهاية شهر أيار الماضي حوالي 1970 مريضاً بحسب ما ذكرت مديرة المركز الدكتورة كلثم هاشم.
وبينت هاشم أن مرض التلاسيميا هو فقر دم انحلالي وراثي ناجم عن خلل وراثي في تصنيع الخضاب وعدم المقدرة على تشكيل كميات كافية من سلاسل الغلوبين مما يؤدي إلى قصر عمر الكريات الحمر وانحلالها ويحدث بسبب ذلك فقر دم شديد ويحتاج المريض لنقل دم متكرر طوال حياته.
وأوضحت الدكتورة كلثم أن المركز يقدم العديد من الخدمات من تسجيل المراجعين في العيادة وإجراء تحليل الخضاب والتحاليل اللازمة مع تحليل الرحلان الكهربائي للمراجعين الجدد والفحص السريري اللازم للتقييم والمتابعة وإعطاء وصفات بالأدوية النوعية وغير النوعية المتوفرة، وحسب ما تقتضيه حالة كل مريض مع إحالات لطلب ايكو قلب وايكو بطن وإحالات للعيادات الغدية وإحالات للمشافي العامة للحالات الإسعافية.
وأضافت بأن المخبر يقدم عدة تحاليل من دمويات وكيمياء لمراقبة الوضع الصحي وتأثير خالبات الحديد على المريض ويتم إجراء الرحلان الكهربائي للخضاب للكشف التشخيصي والكشف عن حاملي التلاسيميا من المراجعين الجدد وأقربائهم لإجراء مسح إحصائي شامل عن حاملي التلاسيميا بالإضافة إلى ما يقدمه المخبر من إجراء تصالب الدم لأكياس الدم التي يتم تأمينها للمرضى يوميا من بنك الدم.
وعن الأدوية التي يصرفها المركز لفتت الدكتورة كلثم بأنه يتم صرف الأدوية النوعية فيها وخاصة خالبات الحديد (الضرورية لطرح الحديد المرتفع في الدم بسبب انحلال الدم المتكرر وتراكمه في الأعضاء الحيوية كالقلب والكبد والغدد الصم ) منها خالبات فموية وفلاكونات الديسفرال ويتم إعطاؤها عن طريق المضخات خالبات الحديد للمرضى، مشيرة إلى أن المركز يعاني حالياً من عدم توفر الديسفرال الضروري للمرضى، كما يتم صرف عدة لقاحات للمرضى مثل لقاح الكريب واللقاحات الضرورية لاستئصال الطحال كالرئويات والسحائيات حسب توفرها.
وأوضحت أن آلية المعالجة تبدأ بنقل الدم في غرف المرضى مع المراقبة من قبل الممرضات وبإشراف الطبيب، منوهة بأنه يتعرض العديد من المرضى لاختلاط التحسس أثناء نقل الدم لذلك هم بحاجة ضرورية جداً لأجهزة فلاتر التي تعمل على تنقية الدم المنقول للمريض من الكريات البيض التي تكون سببا مهما في تحسس المرضى.
وعن أسباب المرض تقول الدكتورة كلثم: مريض التلاسيميا هو ضحية لجهل المجتمع والأهل حيث يتعرض المصاب لاختلاطات مرض مزمن شديدة تسبب إرهاقاً للطفل وعائلته بسبب إصابته باختلاطات كالسكري وتأخر البلوغ وفشل النمو وتعرضه لأخطار نقل الدم وفشل قلبي وكلوي ومضاعفات صحية قاتلة، إضافة إلى آثار نفسية واجتماعية لذلك يحتاج مريض التلاسيميا إلى مساندة ودعم من الجمعيات الخيرية والمنظمات بدعمها له نفسياً واجتماعياً وصحياً ومساعدته للتعايش مع المرض وللاندماج في المجتمع،.
وأكدت على العمل لدورات تثقيف العاملين في المجال الصحي عن المرض والتعامل مع المرضى.
وأشارت الدكتورة كلثم إلى أن الحكومة تقوم بتأمين أكياس الدم وتحمل كلفة التحاليل والدواء النوعي ومعظم اللقاحات مجانا للمرضى مما يشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً لأنها تكلف المليارات سنوياً لمرضى التلاسيميا في سورية، منوهة بأن الكشف المبكر عن حاملي التلاسيميا ومنعهم من الزواج فيما بينهم يعتبر مشروعاً وطنياً يتحمل مسؤوليته جميع مكونات المجتمع عن طريق نشر التوعية والتثقيف الصحي للحد من انتشار المرض.