عقاب الطفل .. متى يكون ؟

الثورة – أيمن الحرفي:
جميعنا نحب الأطفال و لكن الطفل يخطئ ، فهل من المحبة أن نتركه على بعض سلوكه ويرتكب المزيد من الأخطاء دون رادع أو حساب.؟ يعرف العقاب بأنه تقديم لأسلوب حسابي إثر ظهور سلوك غير مرغوب فيه أو مخالف للسلوك الحسن ، واتخاذ العقاب يقلل حدوث هذا السلوك السلبي في المواقف المماثلة في المستقبل ، صحيح الطفل بين أيدينا ولكنه عالم من المجهول و لابد من معرفة مكنوناته وماهيته.
لقد وضع علماء اختصاصيون و باحثون أفكارا و أساليب في التربية حتى لا نقع في حيرة من أمرنا، إذ نتساءل هل نفرض قواعدنا السلوكية التي عرفناها من أهلنا أم نعتمد أساليب تربوية ترتكز على التساهل و الحوار لتعطي الحرية المطلقة للطفل و نقوم بتوجيهه، أم نفرض الأسلوب المعتمد على القسوة و العقاب في كل أمر صغيرا كان أم كبيرا ، و لكل من هذه الوجهات من النظر من يؤيدها، ولكن الجمع بينهما هو الأنجع والأفضل لبناء شخصية متوازنة للطفل .
الطفل بفطرته يعتاد منذ صغره على احترام القواعد والتعليمات دون التفكير بالأجدى والأفضل ويحدث ذلك عندما يرى علامات الدهشة و الاستغراب من الأبوين عندما يخالف الابن قواعد المدرسة و البيت ، هذه الطريقة تنجح عندما يعرف الطفل حقوقه وواجباته فنحن بذلك نحضر ولدنا للدخول في المستقبل و معالجة ما يعترضه من مواقف و صعوبات .
إن من أهم واجبات الوالدين معرفة أوقات الشد و الإرخاء و توفر المرونة في تعديل المواقف و تغييرها تبعا لعمر الصغير ، حيث يقول علماء النفس و تربية الطفل: إن الوسائل الناجحة لتشجيع روح الاستقلال تختلف باختلاف عمر كل طفل، و العقاب بالنسبة لعلماء النفس لا يتخذ دائما منحى سلبيا بل يجعل الولد يفكر بنتائج أعماله و تصرفاته و يدرك الضرر الذي أحدثه فلا يكرر فعله مميزا بين الخير و الشر و يأتي العقاب كجزاء عادل تجاه خطأ ارتكبه و ليس ثأرا أو ثمن غلطة يدفعها وإنما هو تقويم لسلوك خاطئ ، فمن الطبيعي أن يخطئ الطفل و لكن ليس من الطبيعي السكوت عن هذا الخطأ و ليس من الطبيعي أن يكون العقاب قاسيا لدرجة تسبب الألم الجسدي أو النفسي للطفل ، و على الطفل أن يعرف أن لكل فعل خاطئ عقاب خاص ومناسب و بالتالي يحترم القواعد و القوانين و لا يخرقها . و على الأهل أن يكون هدفهم من العقاب هو تعديل السلوك و ليس الإيذاء أو العقاب من أجل العقوبة فقط . و العقاب له درجات فالطفل الذي يسقط كاس الماء، العقوبة المناسبة تنظيف ذلك المكان بنفسه ، و الطفل الذي يضيع كرته بإهماله عليه أن يجمع من مصروفه الخاص حتى يشتري واحدة أخرى، والطفل الذي يؤذي صديقه عليه الاعتذار منه و بناء علاقة جديدة قوامها الحب والتعاون و هكذا ، فالعقاب يجب أن يكون بعد السلوك الخاطئ مباشرة و عدم تأجيل العقوبة حتى يستطيع الطفل أن يربط بيت الخطأ و العقوبة و في حال عدم جدوى العقوبة عند بعض الأطفال يجب سحب أحد المزايا من حياة الطفل أو حرمانه من شيء يحبه، وبالتالي يتعلم الاعتذار عن الخطأ المرتكب و يكون الاعتذار متناسبا مع عمره. و لسنا مطالبين بالإحساس بالذنب أو الحزن لفرض العقاب المناسب في وقته و مكانه فالعقاب سيصل بالطفل إلى الراحة في بعض الأحيان إذ يكون مفرا من عقدة ذنب يشعر بها عند ارتكابه الأخطاء.
ولا يتعارض أسلوب العقاب مع مفاهيم التربية الحديثة فهو من الطرق المساعدة للوصول إلى طفل سوي يحترم القواعد و النظم السلوكية و بالتالي تصبح منهجا دائما في حياته ، فلا يمكن أن يقدر الطفل أهمية القواعد السلوكية إذا كان بإمكانه خرقها في أي وقت و دون عقاب ، فالعقاب يحدد التوازن بين أفعال الأهل وتصرفاتهم ووعودهم فأحيانا لا تكفي الكلمات لفرض الالتزام بالقواعد السلوكية .

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي