ضحايا العنف في الدراما

الثورة – فؤاد مسعد:
كل ما يمكن أن يعزز ثقافة الغريزة ويغزل على منوالها، كل ما يمكن أن يحقق (رايتنغ) أكبر ويكسب سباق (التريند) يتم حشوه في أعمال يتم إنتاجها وتعليبها وتصديرها تحت عنوان ضخم يُدعى (أعمال درامية)، سباق (الأكثر مُشاهدة) هو حال العديد من الأعمال التي بات يغذي معظمها المنصات على الانترنت، وإن استثنينا قلة قليلة منها، نجد خلطة غريبة عجيبة من العنف والأكشن والإثارة والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض والاغتصاب والخيانة الزوجية والدعارة وبنات الليل وكل البهارات التي من شأنها اللعب على غريزة المشاهد مستجدية منه مُتابعتها وجذب الجمهور إليها.
هي موضوعات شكلت الوقود لأعمال تقدم في أحد أوجهها حالة من التغريب عن الواقع الحقيقي للمجتمع لصالح سيطرة العنف بهدف جذب الجمهور واستجداء المُتابعة، وبقصد أو من دونه يتحوّل العنف إلى مادة استهلاك يومي يمضغه شباب وفتية وأطفال اليوم كما يمضغون اللبان غير آبهين بما يترك ذلك في النفس من أثر على المستوى الشخصي للفرد وانعكاسات على المجتمع ككل، خاصة أن للدراما قوة تأثير قد لا تضاهيها قوة أخرى.
أمام ذلك كله تتداعى مجموعة من التساؤلات: لمن يقومون بإنتاج هذه الأعمال والترويج لها وعرضها، هل يعلمون ماذا يفعلون؟ هل بات إنتاجنا الدرامي يرزح تحت رحمة أفكار يروّج لها رأسمال هدف أغلبه الربح السريع؟ لماذا يصرون على التعامل مع المشاهد وكأنه روبوت عليه تقبّل كل يُقدم له من وجبات؟ وهل أفلست جعبتهم من إنجاز أعمال تمتلك مقومات الجذب والتسلية وفي الوقت نفسه تحمل مستوى أرقى من الأفكار والموضوعات وطريقة المعالجة؟.
مما لا شك فيه أن صفة جبان على رأسمال تجعله أبعد من محاولة الخروج من الشرنقة التي وجد نفسه فيها ، فآلة العنف التي يتم زجها بمناسبة أو من دونها في قلب حلقات تحمل في ظاهرها طابعاً اجتماعياً خالصاً هي آلة مطلوب التركيز عليها ودعمها حتى بمشاهد تحوي جرعة أشد وأكبر من العنف، هناك من يراها نتيجة حتمية بعد حرب وهناك من يجدها تقليداً أعمى للعنف المقدم في أعمال أجنبية كثيراً ما طالتها سهام النقد، بينما يبررها آخرون بأنها من صلب المجتمع، لا بل هي طبيعة إنسانية ولكن الفارق هنا بين من ينميها ويؤججها وبين من يعمل على تشذيبها وتقليمها.
وتبقى كل تلك التبريرات عاجزة عن إقناع المشاهد بأن من يقدمون له وجبة دسمة بالعنف والشجار والصراخ والدماء همهم الارتقاء بذائقته وتنمية حسه الجمالي وتعزيز وعيه الثقافي والحضاري، لأنها أعمال تحمل سمها الزعاف في باطنها غير آبهة إلا بعدد المتابعين ومقدار ما تجنيه من ربح مادي، وخلاصة القول إنها أعمال مهما حملت من عناصر الجذب يبقى تصنيفها تحت بند (العنف الدرامي).

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف