الثورة- ترجمة ختام أحمد
لا يتفق صانعو السياسة الأفارقة وصناع الرأي في المجتمع المدني، مثل نظرائهم في جميع أنحاء العالم، بشأن الحرب في أوكرانيا، فلا يمكن إنكار تداعيات هذه الحرب على المستوى الاقتصادي لأفريقيا، فقد كانت كبيرة، ليس أقلها في نقص القمح والأسمدة من المنطقة الأفريقية أكملها.
التقى رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس السنغالي ماكي سال في الثالث من حزيران، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث الحرب وكيفية حل هذه القضايا للقارة الأفريقية، وشملت المباحثات صادرات القمح من أوكرانيا، والتي يجب أن تمر عبر الموانئ التي تسيطر عليها روسيا أو ميناء أوديسا على البحر الأسود.
من ناحية أخرى أقل ملاحظة ولكنها حيوية أيضًا بالنسبة لأفريقيا هي صادرات الأسمدة من بيلاروسيا، والتي تم حظرها بسبب إغلاق طريق التصدير عبر ليتوانيا.
لقد أحجمت الحكومات الأفريقية عن التصويت لصالح القرارات الغربية في الأمم المتحدة ولم تنحز إلى جانب واشنطن وسياستها في التصعيد العسكري.
ومع ذلك، تواصل إدارة بايدن والكونغرس مطالبة القادة الأفارقة بالانحياز إلى جانبها، فعل سبيل المثال و في 27 نيسان أقر مجلس النواب “قانون مكافحة الأنشطة الروسية الخبيثة في إفريقيا”.
ينص مشروع القانون بشكل أساسي على حرب باردة جديدة في إفريقيا، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ضد الحكومات الأفريقية التي “تسهل التهرب من عقوبات الولايات المتحدة ضد روسيا”.
دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا كلاً من روسيا وأوكرانيا لإعطاء الأولوية للتفاوض، مستشهداً بتاريخ جنوب إفريقيا الصعب من المفاوضات لإنهاء الفصل العنصري، والتي لعب فيها دورًا مركزيًا.
دعا كاتب عمود من جنوب أفريقيا في صحيفة The Elephant ومقرها نيروبي إلى ” إعادة تشغيل حركة عدم الانحياز “، وندد كاتب عمود أوغندي في نفس الصحيفة بالحرب باعتبارها عودة إلى القاعدة الأوروبية بعد عقود من السلام منذ الحرب العالمية الثانية. وقال محلل مخابرات نيجيري إنه ليس من مصلحة نيجيريا التورط في هذا الصراع الجيوسياسي.
تتوافق هذه المخاوف مع الحكمة المكتسبة من التجربة الأفريقية في الحروب الأخرى، لا ينبغي الاستخفاف بها.
وكما علق الرئيس التنزاني يوليوس نيريري في أواخر التسعينيات، فإن الحروب التي شنتها القوى الكبرى، ساخنة أو باردة، لم تكن مفيدة للأفارقة.
هناك مقولة للقائد الهندي نيريري تقول”عندما تتقاتل الأفيال، فإن العشب هو الذي يعاني”، ينطبق هذا على الحروب التي تقودها القوى الأوروبية والمستوطنين البيض على جانبي المحيط الأطلسي، منذ حروب الفتح في القرن التاسع عشر إلى الحربين العالميتين والحرب الباردة الأولى.
صنع السلام أمر أساسي.. يجب أن تنتهي الحروب في نهاية المطاف، والتفاوض ضروري حتى مع أولئك الذين ارتكبوا الفظائع.
لكن الأفارقة يعرفون أيضًا من التجربة، أن الغالبية العظمى من المشاركين في الحروب يريدون السلام والحرية في ممارسة حياتهم.
أقل ما يقال أن صنع السلام ليس علمًا دقيقًا. لكن الحقيقة هي أنه لا يمكن أن يحدث ذلك إلا من خلال الحوار وخفض التصعيد، وليس من خلال إضافة الوقود إلى ألسنة اللهب من قبل الغرباء الذين يسكبون الأسلحة ويحثون المقاتلين على القتال حتى يفوز المرء كما يفعل الغرب وأمريكا.
بقلم: ويليام مينتر
المصدر: Responsible Statecraft
التالي