الثورة – عبد الحميد غانم:
تفرض الأوضاع التي تمر بها سورية والمنطقة والعالم واجبات كبيرة على الصحفيين تتطلب منهم مواكبتها، والتحرك لإبراز الحقائق وتقديمها للرأي العام، فمثلا قضية اختطاف الزميل الصحفي محمد الصغير (مراسل قناة الإخبارية السورية) والمحتجز في سجون ميليشيا “قسد” بـالحسكة، هي قضية هامة لابد أن تتحول إلى قضية رأي عام ليس على مستوى اتحاد الصحفيين أو على مستوى الرأي العام السوري وإنما على مستوى دولي نظرا للحالة الصحية التي يمر الزميل محمد الصغير والتي تدهورت وساءت بحسب المعلومات الواردة عن طريق عائلته، حيث تعرض لعدة جلطات دماغية في السجن وفقد الكثير من وزنه جراء التعذيب الذي تعرض له.
وتتحمّل ميليشيا “قسد” التي اختطفت الزميل محمد وفرضت عليه السجن مدة عشرين عاماً، المسؤولية الكاملة عن تدهور حالته الصحية.
لذلك لا بد من التحرك لإدانة الجرائم التي ترتكبها ميليشيا “قسد” ضد الصحفيين السوريين وغيرها من الجرائم التي ترتكب بحق السيادة السورية، عبر تعاون تلك الميليشيا العميلة مع المحتل الأمريكي ومشاركته بنهب النفط السوري وسرقة محاصيل القمح وغيره، وتسهيل تهريبه إلى خارج الوطن السوري.
إن هذه الجرائم وغيرها من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الأمريكي للتضييق على الأهالي بقطع الماء والكهرباء عنهم وحرمانهم من أدنى مستويات الحياة تتطلب تحركا دوليا لإدانتها ووقفها بأسرع الآجال.
فمن ينسى الجرائم الأمريكية التي يندى لها جبين الإنسانية وخاصة تدمير مدينة الرقة بالكامل التي تبقى شاهدا حيا على جرائم الأميركيين وعملائهم من الإرهابيين، بالإضافة إلى الاحتلال التركي وكذلك ميليشيا “قسد”.. وهذا يحتم على كل صحفي في أي مكان كان، القيام بفضح هذه الجرائم ونشرها لتطلع عليها البشرية عامة.
التاريخ المعاصر يسجل كل تلك الممارسات الوحشية، كما يجب أن يوثقها الإعلام بالحقائق والصور والمعلومات وعبر التعامل اليومي معها وفي كل المناسبات والمناقشات من أجل إبرازها في التغطيات واللقاءات والندوات الإعلامية المتلفزة والإذاعية والقنوات الالكترونية لتصبح قضية رأي عام دولي تحاصر الإعلام المغرض وتكشف زيف الأضاليل الإعلامية الغربية والأمريكية التي تحاول تشويه الحقائق وقلبها لمصلحتها.
إن الواجب الصحفي يحتم علينا جميعا تناول هذه الموضوعات بشكل يومي حتى تبقى شاهدة على الإرهاب والعدوان والاحتلال أمام العالم، وتبقى في وجدانه وتحرك ضميره ليتحمل مسؤوليته في وقف تلك الممارسات الوحشية، ويحاسب المسؤولين عنها ويلاحقهم قضائيا لينالوا الجزاء العادل.
