الثورة – فؤاد العجيلي:
فوجئ طلاب الشهادة الثانوية الفرع العلمي في حلب، خلال تقديمهم امتحان مادة الرياضيات، بتقليص عدد الأسئلة من 40 إلى 30 سؤالاً، خلافاً لما ورد في النموذج الوزاري الاسترشادي، ما أثار حالة من الارتباك والتوتر في صفوف الكثيرين، الذين كانوا قد حضّروا وفق شكلية الأسئلة السابقة المعتمدة.
وفي رصد لآراء الطلاب بعد انتهاء الامتحان، بين الطالب خليل محمد فؤاد، أن الأسئلة كانت موزعة على كامل المنهاج، لكن تقليص العدد رفع من أهمية كل سؤال، ما زاد من الضغط النفسي على المتقدمين، وأضاف: “كنا نعتمد على النموذج الوزاري بشكل كامل، ولم نكن نتوقع هذا التغيير المفاجئ”.من جانبها، رأت الطالبة نهلة العبيد أن أسلوب الأتمتة ساعد إلى حد ما في تنظيم الإجابة وتوفير الوقت، لكنها اعتبرت أن التعديل في عدد الأسئلة من دون إعلان مسبق أربك الكثير من الطلاب وأثّر على تركيزهم.
فيما عبّر الطالب حسام العلي عن خيبته قائلاً: بنيت خطتي الدراسية على تقسيم الأسئلة كما ورد في النموذج، ووجدت نفسي أمام توزيع مغاير للدرجات، ما يعني إمكانية خسارة نقاط مهمة.
التعديل مفاجئ وخلخل الاستعدادات
عدد من مدرّسي مادة الرياضيات أكدوا أن مستوى الأسئلة كان جيداً من حيث المضمون وشموله للمنهاج، إلا أن تقليص عدد الأسئلة إلى 30 دون توجيه رسمي أو تنبيه مسبق، أوجد نوعاً من الإرباك في التحضير، سواء على مستوى الطلاب أم الكوادر التدريسية، وخاصة أن التحضيرات اعتمدت على النماذج الوزارية المعتمدة.
مطالبات بإجراءات إنصافية
وفي ظل هذه التطورات، ناشد عدد من الطلاب وزارة التربية بمراعاة هذا التغيير المفاجئ خلال وضع سلم التصحيح، إلى جانب النظر في إمكانية منح دورة تكميلية أو تحسين في مادتين، لمنح الطلاب فرصة لتعويض الفجوة التي تسببت بها مفاجأة الامتحان.
بالتوازي، أجرى مدير التربية في حلب أنس قاسم جولة تفقدية شملت عدداً من المراكز الامتحانية في المدينة، بهدف الوقوف على سير العملية الامتحانية، والاطلاع على الجوانب التنظيمية والإدارية داخل القاعات، وشدد قاسم خلال جولته على ضرورة تأمين بيئة امتحانية هادئة ومناسبة للطلاب، وضمان الالتزام بالتعليمات الوزارية، بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص ويعزز نزاهة الامتحانات، مشيداً في الوقت نفسه بجهود الكوادر التعليمية والإدارية.
برسم وزارة التربية
هل ستدفع هذه الحالة وزارة التربية إلى مراجعة آلية إعداد النماذج الامتحانية؟ وهل ستُفتح قنوات اتصال مباشرة مع الطلاب لاستباق مخاوفهم؟ أسئلة تنتظر إجاباتٍ سريعةً في ظل استمرار ماراثون الامتحانات، وحرص الجميع على إنصاف مستقبل هؤلاء الطلاب.