الثورة- متابعة ميساء الجردي:
بمناسبة مرور مئة عام على جريمة صدور صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي أصدرته عصبة الأمم بتاريخ ٢٤يوليو١٩٢٢ تنفيذاً وترجمة لوعد بلفورالمشؤوم١٩١٧، وتابعته هيئة الأمم المتحدة بقرار التقسيم١٨١لسنة١٩٤٧، أقيم اليوم على مدرج جامعة دمشق وقفة قانونية سياسية بعنوان صك الانتداب على فلسطين هل يحاكم في مئوية إقراره؟ وذلك بالتعاون بين جامعة دمشق والرابطة السورية للأمم المتحدة وحضور نخبة من السفراء والوزراء وقيادات النقابات المهنية والمجتمعية وعمداء الكليات الجامعية وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي كلمته بين الدكتور محمد أسامة الجبان رئيس جامعة دمشق حرص الجامعة على استضافة الفعاليات والحوارات الأكاديمية والثقافية والفكرية الخاصة بالقضايا الفكرية والعلمية والسياسية المطروحة على الساحة. لما لها من أهمية إضافية في رفع آفاق التوعية للجميع من مشاركين وأساتذة وطلبة. لافتا إلى أهمية فلسطين بالنسبة لسورية وشعبها وأهمية موقعها الجغرافي الذي يشكل 70 كم على الحدود السورية وموقعها في قلب العالم العربي، وأنها ستبقى قضية العرب المركزية وستبقى في وجدان جميع السوريين.
وأكد الجبان على اهتمام الجامعة بإقامة هذه الوقفة القانونية السياسية على مدرجها لما تجمعه من رجال الفكر والسياسة في سورية وفلسطين لرفع سقف الوعي حول ما خلفه هذا الصك الصهيوني وهذا القرار الجائر على فلسطين.
وعن الرابطة السورية للأمم المتحدة ومؤسسة القدس الدولية واللجنة الشعبية السورية تحدث الدكتور جورج جبور رئيس الرابطة حول تفاصيل قرار الصك والتآمر الذي سبقه ولحق به وتبعياته على الشعب الفلسطيني، والإشكالية الإنسانية والقانونية والدينية التي يحملها الصك والذي نتج عنه قتال مستمر لكونه حمل نصين متناقضين، الأول هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين والثاني إنشاء هذا الوطن مع عدم المساس بالحقوق.
وأكد جبور أن هذا الصك ولد ميتاً منذ 100 عام وعليه فإن الرابطة السورية وجهت مذكرة إلى الأمم المتحدة فيها ثلاثة بنود تنفيذية تتناول إعلام الأمين العام للأمم المتحدة بأننا نتابع موضوع محاكمة صك الانتداب، ودعوى للأمين العام بأن يضع على جدول أعماله بندا لمراجعة شاملة لمائة عام من التدخل الدولي في قضية فلسطين. وثالثاً: تحث الرابطة الأمين العام للأمم المتحدة لبذل الجهد لوجود رأي استشاري للتعامل مع الإشكالات الكثيرة المحيطة بإسرائيل واستمرار عضويتها في الأمم المتحدة رغم انتهاكها المستمر والكبير لحقوق الفلسطينيين.
من جانبه بين المستشار القانوني رشيد موعد قاضي محكمة الجنايات سابقا أهمية التركيز على الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني وإرسالها للأمم المتحدة محملة بكل الجرائم والمعاناة التي ترتكب وفقا لما حمله صك الانتداب. مشيرا إلى أربعة محاور مهمة تتعلق بالجانب القانوني وهي المرتكزات التي اعتمد عليها صك الانتداب من اجتماعات ولقاءات سبقت إصداره. وكذلك صيغة الصك والعبارات الخطيرة التي تضمنها من اعتراف بحق اليهود في فلسطين، وفي المحور الثالث تناول بعض المواد القانونية التي تؤكد الحصول على الأرض وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين مع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
وتحدث موعد في المحور الرابع حول المطاعن والمخالفات التي يتضمنها صك الانتداب مؤكداً على ضرورة محاكمته واقتلاع هذا الجسم الغريب من الجسم السليم وإزالته.
وفي كلمة الفصائل الفلسطينية تحدث الدكتور خالد عبد المجيد عن أهمية جامعة دمشق ودورها في تخريج آلاف الأكاديميين الفلسطينيين من كافة الاختصاصات الذين أخذوا دورهم في الدفاع عن أرضهم أينما كانوا لافتاً إلى المعنى الكبير الذي تحمله هذه الفعالية انطلاقا من أهمية المكان والتفاعل الكبير والترابط التاريخي بين البلدين ولما قدمه الشعب السوري من تضحيات كبيرة في سبيل القضية الفلسطينية.
وأشار عبد المجيد إلى أن التآمر الكبير الذي حدث ضد سورية والحرب التي شنت عليها جاءت نتيجة مواقفها التاريخية مع الشعب الفلسطيني في محور المقاومة. كما أشار إلى أن الحقوق لن تعود إلا كما أخذت بالقوة وبالعمل الذاتي والشعبي وبالمقاومة.
وباسم الوقفة تم توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تضمنت: أولاً الإعلان من سورية أن تاريخ 24 تموز 2022 (عام مئوية صك الانتداب) ومحاول إقناع كافة دول العالم لتبني الموقف نفسه.
وثانياً أنه من الواجب وضع بند على جدول أعمال الدورة القادمة للجمعية العامة تحت عنوان (مراجعة شاملة لتعامل المجتمع الدولي في 100 عام مع حقوق الشعب الفلسطيني). وثالثا الدعوة إلى أهمية سماع رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن قانونية القرارات الدولية التي اتخذت إزاء حقوق الشعب الفلسطيني وأدت إلى حرمانه منها.