من سورية كان الحرف الأول والنوتة الموسيقية الأولى والأرجوان ومنها كانت المكتبة الأولى من إيبلا.
ومن سورية الفعل والقول ففي كل قطر عربي نقش سوري أبدعه السوريون.. وهاهم اليوم يلمون شمل الكلمة والحرف ويعيدون للإبداع بوصلته نحو قضايا الأمة بعد أن تاه البعض وغرّب في غير مكان.
الكتّاب العرب في دمشق برنامج عمل مهم جداً، أمسيات وندوات على مدى يومين، واللافت أن ندوة الأدب المقاوم تتضمن محاور مهمة وهي بالتوقيت الصحيح الذي ينطلق كما العادة من دمشق.
هذا اللقاء يشكل محطة مهمة على طريق الفعل الثقافي والمبدع … كيف لا وسورية كانت ولاتزال تفتح ذراعيها على اتساعهما لاستقبال كل من يأتي في قلبها وعيونها، فينهلون منها وينهلون حتى الارتواء.
في الماضي كما اليوم هتفت الحناجر شعراً عربياً صافياً عذباً وها هو قاسيون التاريخ شاهد على هذا الفخر والسمو …
أوليست دمشق حاضنة الشعر وسليلة المجد، أوليست دمشق مهوى أفئدة العرب وقلب العروبة النابض؟
يا دمشق .. يا عروس المجد .. أنت في عيون الأشقاء القادمين إليك كنور الشمس، أنت البداية والنهاية، وأنت الشاهدة على زمن كُتبت حروفه بمداد من دماء السوريين العظام.