الثورة – غصون سليمان:
إن المصطلحات المستخدمة في الخطاب الإعلامي ليست كلمات عشوائية أو جملاً مرصوصة تقال كيفما اتفق، بل هي كلمات مفتاحية تحمل مضامين عميقة وأفكاراً مركزية، وهي ذات أهمية كبيرة ومكانة مؤثرة في صلب العمل الإعلامي.
هذا ما أشار إليه الدكتور مجدي الفارس أستاذ علم النفس الإعلامي جامعة دمشق وعضو الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان في ورشة الإعلاميين مؤخراً حول التزامات الوطنية في قمة نيروبي، حيث يرى الفارس أن قضية المصطلح الإعلامي تعد من أخطر الجوانب ببناء
المفاهيم وتغييرها وكسب المواقف وتبديلها، ولذلك فإن فهم موضوع المصطلح الإعلامي يعد جزءاً أساسياً من الوعي الإعلامي، ويشترط في المصطلح الدقة في الدلالة والوضوح والقصر،
* مراحل تصنيعها
وحول مراحل تصنيع المصطلح الإعلامي أوضح الدكتور الفارس أنه يمر بمراحل متعددة أولها التخطيط بحيث يكون هدف صانع المصطلح منصباً على أهداف المصطلح والتأثير المطلوب من ورائه، وتكوين صورة ذهنية لما يجب أن يكون عليه.
والأمر الثاني هو الإعداد الذي يقوم على جمع مكونات المصطلح وتحديد أبعاده وارتباطاته.
أما الأمر الثالت فيتعلق بمفهوم البناء والتسوية، أي بناء المصطلح وتركيبه في كلمة واحدة، أو جملة مختصرة بأقل عدد من الكلمات وتسويته من أي عيوب ممكن أن تسبب تشويشاً على الفهم والتأثير.
ومن النقاط الأخرى التي ذكرها الدكتور الفارس موضوع الإعلان والنشر أي تسويق المصطلح عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، فيما التبني فهو قبول المصطلح من قبل الإعلاميين والكتاب والمثقفين وغيرهم مع تبنيه واستخدامه.
*الاستقرار
بينما الاستقرار فيتعلق بانتشار استخدام المصطلح بين الجمهور وتداوله بينهم، حيث يبلغ أقصى استقراره.
أيضاً يتبنى أفراد الجمهور غير المختصين للمصطلح، واستخدامه وتكراره للتعبير عن فهمهم وإدراكهم، وهذا أقصى ما يتمناه صانع المصطلح.
وفي حالة الأفول والغروب فإن لكل مصطلح مساحة زمنية يحيا فيها سواء قصرت أم طالت ثم يقل استخدامه. ويمكن الاستغناء عنه كلياً لانتهاء صلاحيته أو تغيير الظروف، أو رفضه من قبل الجمهور، أو ظهور مصطلح جديد وفق ما ذكره الدكتور الفارس.