تحت هذا العنوان كتب الصحفي الأميركي إنجلهارت يقول:
(لا أرى أي غرابة في أن جو بايدن (80 عاماً، الرئيس الأكبر سناً في تاريخنا) يخطط للترشح مرة أخرى في عام 2024… بصراحة، أليس هذا الأمر مثالياً بطريقته الخاصة؟ أريد القول: ما الذي يجسد انحدار أميركا أفضل من رئيس يتداعى كل يوم؟”.
ويعتقد إنجلهارت، أن الديمقراطية الأميركية تعرضت لضغوط لا تصدق، وأثبتت القوات المسلحة الأميركية العملاقة، المدعومة من قبل المجمع الصناعي العسكري “بحجم وقوة لا يمكن تصورهما”، أنها غير قادرة تماما على الفوز بأي شيء ذي قيمة، على الرغم من التمويل “الذي لا يمكن تصوره حتى في زمن الحرب”.
ويخلص الكاتب إلى أن “أميركا بعبارة أخرى تتقطع أوصالها، ويمكن أن يتغير أقدم تاريخ للبشرية إلى درجة لا يمكن التعرف عليه، لأننا مهددون بتراجع وانهيار كل شيء بشكل عام”.
وليس هذا الصحفي وحده من حذر من أن الانهيار قد بدأ يصيب أوصال الامبرطورية الأميركية بل مراكز الدراسات والبحوث الأميركية التي تعتمد الدراسات الاستقصائية قرعت جرس الإنذار, بدوره جارين وينتموت، مؤسس مركز أبحاث كاليفورنيا لدراسة عنف السلاح، قال إن التحذيرات بشأن الحرب الأهلية الوشيكة في أميركا كانت مجرد أحاديث هراء، غير أن استطلاع رأي أجراه المركز في يوليو “أذهله”. إذ اتضح أن نصف الأميركيين يتوقعون حرباً أهلية في السنوات القليلة المقبلة، ويعتقد واحد من كل خمسة من سكان الولايات المتحدة أن العنف السياسي له ما يبرره في بعض الظروف.
لا تغرنكم صولة واشنطن الإعلامية التي تفزع البعض فيهرعون إلى تقديم فروض الطاعة والولاء, أميركا بدأت بمنحدر التراجع في كل شيء, وهذه نتيجة طبيعية لسياستها العدوانية التي لم تترك صديقا لها في العالم.
قد يكون الانحدار بطيئا لكنه بدأ, والتحذيرات التي تطلقها المؤسسات البحثية الأميركية ليست من فراغ, وعلى العالم أن يبني الكثير من خططه وسياساته القادمة باعتبار واشنطن إمبراطورية آفلة، وليست القوة القطبية الوحيدة, والشعوب الحية هي التي تعرف كيف تقرأ القادم وترسم خططها لتصون كرامتها الوطنية. إنه جحيم واشنطن لكن هذه المرة داخلها لا خارجها.