الثورة- تقرير دينا الحمد:
في مثل هذا اليوم من عام 1969، اقتحم الإرهابي الصهيوني المتطرف دينيس مايكل روهان- وهو أسترالي الجنسية- المسجد الأقصى المبارك بتنسيق كامل مع قوات الاحتلال، حاملاً حقيبة تحتوي على مادتي البنزين والكيروسين، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد، والتي أتت على 1500 متر مربع من المصلى القبلي البالغة مساحته 4400 متر مربع، ليطول الحرق واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير.
ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعموديا مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد الأقصى مصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية الكريمة.
وبينما عرقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول سيارات الإطفاء وقطعت المياه عن محيط المسجد الأقصى، تمكن الفلسطينيون في إخماد الحريق آنذاك، وإنقاذ ما تبقى في المسجد قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى، لكن النيران خلّفت أضرارًا جسيمة في محتويات المسجد التاريخية.
وفي إثبات واضح على تواطؤ حكومة الاحتلال بهذه الجريمة النكراء، رفضت فتح تحقيق في حيثيات الجريمة، وقامت بترحيل الإرهابي روهان إلى أستراليا من دون أي مساءلة أو محاسبة، وادعت حينذاك أن هذا الإرهابي مختل عقليا.
اليوم وبعد 53 عاما على جريمة إحراق الأقصى، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، إذ تتزامن ذكرى هذه الجريمة مع الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس بصفة عامة والأماكن الدينية المسيحية والإسلامية والمسجد الأقصى بصفة خاصة، حيث الحفريات الإسرائيلية تلتهم الأرض، وكل معلم فلسطيني إسلامي مسيحي يتعرض لخطر التدمير والتهويد.
وقد أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن المسجد الأقصى المبارك يخضع لعدوان إسرائيلي متواصل من خلال مجموعة واسعة من الإجراءات والتدابير الاحتلالية لعزله عن محيطه ومحاصرته عبر منع المواطنين الفلسطينيين بشتى الطرق من الوصول إليه وحرمانهم من الصلاة فيه، وفرض المزيد من التقييدات والحواجز والعقوبات الجماعية التي تقلل من الأعداد التي تستطيع الدخول إليه.
وبالتزامن مع ذكرى هذه الجريمة، جدد عشرات المستوطنين اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك اليوم، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
التالي