الملحق الثقافي – ديب علي حسن:
ما الإنسان أي إنسان إذا لم يكن يملك الخيال ..وهل يوجد إنسان عاقل بلا خيال..؟. الخيال الذي يجمح بنا إلى آفاق لا أحد يعرف حدودها وربما نقول أحياناً إنه ضرب من الخيال ..
أدب الخيال العلمي ملفنا اليوم الذي نحاول من خلاله فتح نافذة نقاش حول دوره في الرؤيا والاستشراف ..والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان الخيال العلمي وليداً حديث العهد ؟
بالتأكيد ليس ابن البارحة ولا ابن قرنين أو ثلاثة من الزمن بل ربما يمكن القول إنه وليد العقل البشري منذ أن وعى الإنسان ما حوله وعمل على تفسيره وكانت الإسطوره بما فيها من ثراء الدلالات البداية لهذا اللون من الخيال.
كل أسطورة هي وليدة الخيال وبالتالي تحمل في متنها وأحداثها تفاصيل عمل العقل على تفسيرها وكان خياله الجامح الأداة.
اليوم استوى الأمر ونضج وتطور وكبرت الشجرة حتى غدت بستاناً ..أدب الخيال العلمي يستشرف القادم يرسم خطوطاً عريضة ..صارت حقائق بل يمكن الحديث عن مئات الرؤى في هذا اللون وقد غدت واقعاً.
وفي تراثنا العربي الكثير من ألوان وبذور هذا الخيال، وقد نضجت، ويمكننا الحديث عن إعلام في هذا اللون من أمثال: نهاد شريف وطالب عمران ولينا كيلاني وغيرهم ممن يمضون على درب الإبداع الذي يعني أنه قفز خارج حدود الزمان والمكان ولكنه يوماً ما يصبح ابن زمانه ومكانه ولم يعد خيالاً …
العدد 1109 – 30- 8-2022