في الدول المتطورة رياضياً وكروياً،يعتبر مدربو الفئات العمرية الأكثر أهمية،ويتم اختيار ذوي الكفاءات العالية منهم، وأصحاب الباع الطويل من الخبرات المتراكمة، بعيداً عن الشهرة والأضواء، للإشراف على اللاعبين الصغار الذين يشكلون القاعدة المتينة للعبة، والأمل بالمستقبل وديمومة التفوق والتميز،لأنهم وبالمختصر المفيد يكتشفون الخامات ويدرّسون المهارات وفق أسس قائمة على العلم، ويصقلون المواهب ويجعلونها تقترن بالقواعد العلمية الثابتة، أي إنهم يصنعون اللاعب المهاري المتكامل من نقطة الصفر، ليأتي أقرانهم من مدربي الرجال لقيادة اللاعبين في المباريات فحسب..
تفتقد كرتنا لهذا النوع من المدربين القادرين على تطوير الجانب المهاري والبدني للاعبين، وتتوجه أنديتنا للتعاقد مع لاعبين جاهزين، دون أن تجشم نفسها عناء إعداد أجيال متعاقبة من اللاعبين، فيحدث أن تعاني هذه الأندية من افتقارها للرديف القادر على سد الثغرة التي يخلفها رحيل النجوم، ولأن المنتخبات نتاج للأندية، فإن فئاتنا العمرية ليست في وضع يسمح لها أن تنافس مثيلاتها في المسابقات العربية والإقليمية والدولية، وتبقى خارج الحسابات، كما جرى مؤخراً مع ناشئينا بخروجهم من الدور الأول لكأس العرب..
لاشك في أن اتحاد كرة القدم الجديد،خطا خطوة صحيحة نحو تصحيح المعادلة الكروية، بتعاقده مع مدربين هولنديين للإشراف على منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي، لكن تبقى هذه الخطوة ناقصة، إن لم تُشفع بالاستفادة من المدرسة الكروية الهولندية في الفئات العمرية، لتعم الفائدة على المدربين، من خلال الدورات وورشات العمل والمحاضرات النظرية والدروس العملية، فالحاجة ماسة لكوادر تدريبية محلية متخصصة بالفئات العمرية،أكثر منها لقيادة المنتخبات فحسب.

السابق
التالي