خبر طال انتظاره .. وبشرة خير تموينية قل مثيلها … عنوانها العريض “انخفاض قريب للأسعار” .. نعم قريب أي بعد 60 يوماً من الآن .. بنسبة ستتجاوز ـ بكل تأكيد الـ 10 % ستزداد بشكل تدريجي .. أما مروحته فستشمل معظم المواد الغذائية الضرورية والسلع الأساسية … هذا هو بيت القصيد لقاء وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك مع أسرة تحرير مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر “الثورة + تشرين”، الذي لم يكن من باب سد الذرائع .. ولا ذر الرماد في العيون ..، وإنما تحت عنوان كشف المستور، وإزالة اللبس والغموض، وإيضاح الأمور، ووضع النقاط على حروف الأسئلة الساعية للمواطن الذي جف ريقه وهو يبحث “بالسراج والفتيل” عن الجهة العامة التي تملك ليس فقط من الجرأة والشجاعة، وإنما من العلم والمعرفة أيضاً، للإجابة على شلال أسئلة المواطن المعيشية والاقتصادية والخدمية، بعيداً عن العبارات والجمل الفضفاضة، والظروف القاهرة، وتداعيات الحرب الكارثية ـ اللعينة.
جلسة المكاشفة والمصارحة التي كانت بدايتها مسك “إن صح تسميتها كذلك” جاءت مخالفة وإلى حد كبير للتوقعات المسبقة لها، حيث لم يحاول وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك نسف تهمة الفساد عن بعض موظفيه ولاسيما المراقبون التموينيون، كما لم يتعمد تصوير مشهد أداء فريق العمل التمويني بالوردي، أو تغليف السلبيات التي تشوب عمل هذا المفصل التمويني وذلك بالكلمات المعسولة، وتزيينها بشريط الأعذار والحجج الجاهزة، فضلاً عن عدم محاولته التهرب من الإجابة عن أي سؤال من غياب مادة الزيت والمتة عن قائمة البطاقة الذكية مؤخراً، ونقص كمية السكر الموزعة، ووزن ربطة الخبز المباعة، وغياب ووحدات التخزين العملاقة لاستيعاب فائض المنتج “النباتي والحيواني”، والشراكة الحقيقية لا الخلبية مع الوسائل الإعلامية على اختلافها، والضرب بيد من حديد على يد المتلاعبين والمتاجرين والطامعين بلقمة عيش المواطن، وتسجيل آلاف الإحالات إلى القضاء بحق تجار وباعة وسماسرة ووسطاء عملاً بأحكام المرسوم التشريعي رقع 8 لعام 2021.
نعم .. وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبنبرة الواثق وجرأة العارف أكد وجود انخفاض قريب وملموس على الأسعار .. انخفاض سيعيد للدخل الشهري لأصحاب الدخل المحدود جزءاً من قيمته المنهوبة على يد حفنة من لصوص الأسواق .. وسيوقف وبشكل جزئي لا كلي حالة الزيف المادي وضيق ذات اليد التي يعاني منها جميع الموظفين دون استثناء .. وسيعيد للمواطن ثقته “المهزوزة أصلاً” .. وسيجبر ضعاف النفوس وما أكثرهم للعد ألف مرة ومرة قبل أن يفكروا مجرد التفكير المتاجرة بلقمة عيش المواطن .. وع الوعد.