الثورة- لميس عودة
على عهود الانتماء الأصيل والتشبث بالهوية والوحدة الوطنية، وانطلاقا من التمسك بثوابت نسف المشاريع الاستعمارية والانفصالية والمخططات التآمرية، وإصرارا وتصميماً على دحر المحتلين وأدواتهم عن كامل التراب السوري وحفظ وصون وحدته وترابط جغرافيته، والوقوف صفا واحدا إلى جانب الجيش العربي السوري لتطهير ما تبقى من أراض محتلة وبسط السيادة الوطنية، عقد ملتقى القبائل والعشائر العربية والنخب الوطنية مؤتمره الرابع في حلب.
رسائل جمة يرسلها المؤتمر بدلالات ومواقيت انعقاده في ظل الهجمة العدوانية الشرسة والممارسات الإجرامية التي تستهدف النيل من صمود أهلنا في الشمال والجزيرة بالترهيب والبطش والاعتقالات التعسفية والتعطيش، ومحاولات النيل من إمكانات ثباتهم وسبل حياتهم لدفعهم للهجرة عنوة والاستيلاء على منازلهم وأراضيهم من قبل نظام الإرهاب التركي والاحتلال الأميركي وأداة العمالة والارتهان ميليشيا قسد .
ففي كل مرة تزاد فيه الهجمات العدوانية وتتجلى بوضوح المخططات التقسيمية والتفتيتية التي لأجلها يصب محور العدوان زيت إرهابه على الرقعتين الشمالية والشرقية من الخريطة السورية ، تتنامى المقاومة الشعبية لإجهاض المؤامرات والتصدي للمشاريع الاستعمارية، ويزداد تشبث الشرفاء الأوفياء على اتساع مساحة الوطن وامتداد جغرافيته بجذور وطينتهم ورفض المشاريع الفتنوية التخريبية الهدامة، وفي كل مرة يراهن فيه أعداء الشعب السوري على تمزيق النسيج الوطني الجامع وتفتيت عضد التلاحم والتكاتف الوطني بين أبناء الوطن تأتيهم الصفعات الموجعة بأن هذه الأرض الغارز تاريخها كرامة وعزة، مجبولة بدماء الشهداء والتضحيات لن تهادن محتلا وغازيا، وتجيد فنون مقارعة المحتلين والمعتدين وإيلامهم حتى دحرهم عن كل ذرة تراب سوري.
فانعقاد مؤتمر القبائل والعشائر العربية يحمل في مضامينه وأبعاده تأكيدا على معاني الانتماء الحقة، ويوجه رسائله مجددا لكل من يراهن على انفراط عقد الوطنية المتين، وتمرير مشاريع التقسيم والتجزئة أنه ينفخ في قرب مثقوبة ويراهن على أوهام، وان بوصلة تحرير الأرض واستعادة الحقوق وطرد الاحتلالين التركي والأميركي هي استراتيجية كل السوريين، وهي البوصلة التي لا يضل من يهتدي بمؤشراتها طرق انتصاراته.
