سفر الختام – الإصحاح الخامس والعشرون من عصر الفخار .. إلى عصر البلاستيك

العالمون بالأمر سيعرفون على الفور أن القصد زيت الزيتون.. عموماً قلَما تجد اليوم من يخزن زيت الزيتون بالفخار.. البلاستيك ويا دوب.. ليس استهانة بهذا المنتج الغذائي الرهيب.. أسعاره تفرض على الجميع شدة احترامه.. وقبل الأسعار ارتفاع تكاليف إنتاجه.. بل هي الحياة بسيرورتها الخارجة على كل رأي وكل توقع.

زيت الزيتون من أقدم الأغذية النباتية التي عرفها الإنسان واستخدمها ليس للغذاء وحسب..؟؟ بل استخدمه دواءً وعلاجاً ووقاية .. واستخدمه أداة زينة وتجميل.. واستخدامه عنصر بركة ومباركة.. وأعطاه صفة قدسية عند كثير من الشعوب.. ولم يكن القسم الإلهي المبارك في قرآنه الكريم.. بالتين والزيتون .. خصوصية إسلامية بل به أقسم عديد الشعوب..

استخدم الفخار كثيراً ولطويل الزمان لحفظ وتخزين زيت الزيتون.. كان يوضع في أوانٍ فخارية تسمى:” الخوابي ” أو الخوب .. جمع خابية.. تؤمن له الحفظ والسلامة وغالباً توضع في مواقع مظلمة..!! فهو لا يحب الضوء ولا يعشق الشمس.. وتصل سعة الخابية بضع تنكات..

في عصر الفخار هذا ولم يفت عليه طويل الزمن ولعل هنالك من لا يزال يحفظه بالطريقة ذاتها.. كان الزيت كريماً.. فإن تطلب قليلاً منه كعابر سبيل أو كجار أو قريب ستستجاب غالباً.. فالخوب مليئة والزيت رزق من الله لكل الناس.. وطرح البركة فيه يستوجب أن تطعم منه لمن لا يملكه حسب المتوفر فيطرح الله لك فيه البركة..

اليوم وهي فترة قطاف وعصر الزيتون.. لا خوب مليئة.. بل لا خوب إطلاقاً..!! حلت محلها عبوات البلاستيك.. والصفيح.. تسهل تخريب الزيت وتمنع البركة عنه.. وأسعاره تسابق كلف إنتاجه.. فترى لا المنتج مبتهجاً ولا المستهلك.. هذا ترهقه التكاليف المرهقة والآخر تكويه أسعاره، وهكذا لا القاضي راضي.. ولا المدعي نال حقه، لكن الزيت متوفر.. وهذه نعمة كبرى لا يضاهيها إلا نقمة الفقر الذي يعيشه الناس.. من زمان كان من يرغب بتنكة زين زيتون للمونة يشترط أنها من خابية فخار ليضمن ركازه الزيت وصفاءه .. في الموسم الفائت سأل مالك عن خمسة لترات .. فقالوا له: بـ60 ألفاً

قال: غالي

قال له البائع: زيت نقي مخزن بخوب الفخار

قال مالك: خزنه بالقماش .. بس خفض سعره شوية

 

 

آخر الأخبار
"تربية حلب" ترحب بقرار دمج معلمي الشمال في ملاكها شراكة في قيم المواطنة والسلام.. لقاء يجمع وزير الطوارئ وبطريرك السريان الأرثوذكس الاستثمار في البيانات أحد أعمدة التنمية معاون وزير الداخلية يبحث تأمين مقارّ جديدة للشؤون المدنية بدرعا انطلاق "مؤتمر  صناعة الإسمنت والمجبول البيتوني في سوريا 2025" محافظ دمشق: لا صلاحيات للمحافظة بإلغاء المرسوم 66 الملتقى الاقتصادي السوري - النمساوي - الألماني 2025.. يفتح باب الفرص الاستثمارية  تعزيز الصحة النفسية ضرورة  حياتية بعد الأزمات   "ملتقى تحليل البيانات".. لغة المستقبل تصنع القرار يوم توعوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي في مستشفى حلب الجامعي أدوية ومستهلكات طبية لمستشفى الميادين الوطني  معمل إسمنت بسعة مليون طن يوفر 550 فرصة عمل  "التربية والتعليم" تطلق عملية دمج معلمي الشمال بملاك "تربية حلب"   مونديال الناشئات.. انتصارات عريضة لإسبانيا وكندا واليابان العويس: تنظيم العمل الهندسي أساس نجاح الاستثمار في مرحلة الإعمار  التحليل المالي في المصارف الإسلامية بين الأرقام والمقاصد تعاون سوري – سعودي لتطوير السكك الحديدية وتعزيز النقل المشترك شراكات استراتيجية تدعم التخطيط الحضري في دمشق تسهيل الاستثمار في سوريا بين التحديات الحكومية والمنصات الرقمية مواجهات أميركا مع الصين وروسيا إلى أين؟