بكل مكوّناته وعناصره، هل يرتّبنا الوقت ويدوزن حضورنا على هامشه أم نحن من نتوهم أننا قادرون على تنسيق مجرياته وتفاصيل أحداثه..؟
مهما كانت إجابتك أو قناعتك..
لا ترتّبْ الوقت..
اتركه مستلقياً على هواه..
لا تخطّط أو تتحضر لأيّ من الأشياء المتوقعة أو غير المتوقعة..
دَع الحياة تفاجئك..
هي ستفعل بكل الأحوال..
فلا مانعَ من انجرافك مع تيارات جنونها.
الشيء الوحيد الذي يحتاج تحضيراً مستمراً هو قدرتك على استقبال موجات الجنون..
بمعنى التحرر من الرتابة.. الروتين.. والاعتيادية..
التخلص من كل ما يستجرّ الملل.
ضمن مجالنا الحيوي والحي، علينا أن نخلقَ مشاغبات تكون دليلاً على عيشنا.
سيرى البعض أننا مع كل اجتهاداتنا نزوعاً نحو التجدّد والتغيير، واستخلاص أرواحنا من دوامة التكرار، نبقى محاصرين، ولو بحدود دنيا، بالتنظيم.. وهذا الأخير يعني لدى فئة من الأشخاص الانصياع للروتين..
هل التنظيم هو الوجه الآخر للروتين..؟
ما الشيء الذي يساعدنا للحفاظ على شغفنا بالأشياء التي نحبّ..؟
كيف يمكننا إعادة تدوير لحظاتنا الفرحة.. ومشاعرنا الغضّة الطريّة..؟
كيف يمكن أن نحافظ على روح الاندهاش، بما تختزنه من طاقات ايجابية تجاه ما نبصر ونختبر من مكونات وعناصر الحياة المتنوعة..؟
بنظرة مستعجلة ربما اعتبرنا أن مفردات مثل: عادة، تكرار، روتين، رتابة، لها دلالات متقاربة.
بحسب فهم جيل دولوز لعلاقة التكرار بالوقت، فإننا حين نرى الوقت كمفهوم دائري سيكون التكرار حينها عادةً، ولكن فهمه الأعم والأشمل يخلص إلى (الاختلاف يسكن التكرار).. “ولذلك بينما كانت العادة وقت الحاضر والذاكرة هي وجود الماضي، فإن التكرار كعود أبدي هو وقت المستقبل”.