الثورة _ السويداء _ رفيق الكفري:
مشهد البحث عن أسواق لتصريف منتج السويداء من التفاح يتكرر كل عام، ومخاوف المزارعين لم تتغير منذ سنوات عديدة، هذه المخاوف، أدت إلى وقوع منتجي المادة تحت رحمة التجار /الضمَّانة/ الذين يضعون أسعاراً بخسة وعلى هواهم لشراء المحصول.
المعطيات تؤكد أن التسعيرة التي وضعتها السورية للتجارة البالغة 1650 ليرة للكيلو الواحد من التفاح الأحمر نوع أول، و1550 ليرة للكيلو الواحد التفاح الأصفر نوع أول، وللنوع الثاني للأحمر 1350 ليرة وللأصفر 1250 ليرة، وبالرغم مما تحمله للمزارعين من إنصافٍ إلا أنها وحسب ما ذكر عدد من مزارعي التفاح لا تُسمن ولا تغني من جوعٍ، لكون الكميات المراد استجرارها من الفلاحين، جاءت مخيبة لهم، وما الصناديق البلاستيكية، التي بدئ بتوزيعها عليهم، والمنتهي سقفها عند حدود 70 ألف صندوق أكبر دليل على قطعها لحبل الاستجرار بمنتصف الطريق، ولتجري رياح التسويق بما لا يشتهي منتجو التفاح. وهي بالمحصلة لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج ومحدودية الاستجرار من التفاح الذي لا يغطي في أحسن الأحوال 3% من الإنتاج المقدر بأكثر من 59 ألف طن للموسم الحالي، وليبقى الفلاح حسب قولهم لُقمةً سائغة بيد تجار الأزمات ومستغلي الحاجات، ألا وهم التجار، الذين لا يتجاوز سقف تسعيرتهم لمادة التفاح ٩٠٠ ليرة، وليتم طرحها في الأسواق من قبلهم بأسعار فلكية يصل إلى ٣٠٠٠ ليرة للكيلو الواحد.
ارتفاع تكاليف الإنتاج ويقول المزارعون: ووفق معادلة التسويق الحسابية، غير المتوافقة على الإطلاق مع معادلة ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج تبقى خسائر المزارع المادية هي العنوان الأبرز لزراعة التفاح على ساحة المحافظة، وخاصة أن تكلفة الدونم الواحد من التفاح «فلاحة، ورش، وتسميد، وقطاف، وأجور نقل تبلغ نحو ستمئة ألف ليرة، وبهذا تكون تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من التفاح نحو ١٨٠٠ ليرة وهي لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج.
ارتفاع أجور النقل وفي سوق الهال بمدينة السويداء معظم تجاره هم تجار نصف جملة عاجزون عن استجرار كامل الإنتاج، والتوجه إلى سوق هال دمشق يصطدم بعقبات كبيرة ويرتب أعباء مادية باهظة على المزارعين تثقل كواهلهم وتشكل هاجساً مقلقاً بالنسبة لهم بسبب ارتفاع أجور النقل التي تجاوزت الـ 400 ألف ليرة من قبل السائقين بذريعة شراء أصحابها المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، فضلاً عن ذلك وهذا الأهم هو الكمسيون الذي يتقاضاه سماسرة سوق هال مدينة دمشق والذي يصل إلى ٧% من قيمة كل نقلة.
بازارات استغلالية ولفت المزارعون إلى أنه لتاريخه لم يروا ولو بارقة أمل ضئيلة بتسويق المنتج خارجياً، ما يُبقي لهم خيارهم الأكثر مرارة بالنسبة لهم هو بيع منتجهم من التفاح بالأسواق المحلية، ضمن بازارات استغلالية أبطالها عدد من السماسرة الذين يقومون بشراء التفاح منهم ضمن سوق الحسبة بأسعار ضئيلة.
رئيس غرفة زراعة السويداء حاتم أبو راس أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة تسويق التفاح هذا الموسم، ويبقى أمل المزارعين معقوداً على السورية للتجارة إضافة إلى محاولة تأمين أسواق خارجية للمنتج وإلا فإن الخسارة ستكون كبيرة على المزارعين، لافتاً إلى تواصل الغرفة مع جميع الجهات ذات الصلة لحل موضوع التسويق الخارجي، وقد سبق للغرفة أن تقدمت بالعديد من المقترحات لاتحاد الغرف الزراعية بما يضمن دعم عملية تسويق الإنتاج من التفاح على ساحة المحافظة. ولاسيما أن التفاح يحتل المرتبة الأولى بين زراعات الأشجار المثمرة. مدير فرع السورية للتجارة بالسويداء ربيع غانم أشار إلى أن الفرع بدأ بتوزيع الصناديق البلاستيكية على الجمعيات المنتجة للتفاح، ولتاريخه لم يتم تحديد الكمية المراد استجرارها، والفرع وزّع لتاريخه نحو 70 ألف صندوق على مزارعي المادة.
ومزارعو حمص:سنقتلع الاشجار ونبيعها حطبا”
الثورة _ حمص _ سهيلة اسماعيل:
لن يصدق مزارعو التفاح في حمص أي تصريح للمسؤولين عن دعم القطاع الزراعي بعد اليوم، بسبب عدم التفكير بإيجاد حلول لتسويق الإنتاج الوفير -هذا الموسم -؛ بالإضافة إلى أنَّ كل جهة تلقي المسؤولية على الجهة الأخرى، وتُبعد عنها مسؤولية التقصير، ليكون المزارعون هم الحلقة الأضعف وهم الجهة الوحيدة الخاسرة، فهم ورغم قناعتهم بتسليم المحصول لفرع المؤسسة السورية للتجارة، إلا أنَّ الأخيرة ترفض كل الأنواع المعروضة وتريد أنواعاً محددة، والدليل على ذلك ما حصل في قرية جن كمرة في الريف الغربي، فبعد أن ملؤوا العبوات بالتفاح تم رفضها بذريعة أنها ليست من الأنواع المطلوبة، وكما حصل في جن كمرة حصل في فاحل ورباح وغيرها من القرى المنتجة للتفاح وبمختلف أنواعه. ما جعل المزارعين يلجؤون إلى التخزين في البرادات وهي عملية لها مشاكلها ومنغصاتها بسبب التقنين الجائر للتيار الكهربائي…!! مع أن الجهات المعنية خصصت مناطق الإنتاج بساعتي وصل وأربع ساعات قطع لكنها وبحسب مزارعين تواصلنا معهم مدة لا تكفي للحفاظ على الثمار بحالة جيدة، هذا غير الأجور المرتفعة نسبياً للتخزين في البرادات. أو توجهوا لبيع الموسم في السوق السوداء، وهنا يتعرضون لجشع التجار وكسر الأسعار. حتى أصبحوا يقولون: إذا استمر الوضع هكذا «سنقلع الأشجار ونبيعها حطباً للتدفئة في الشتاء القادم، وهذا الحل أفضل لنا»، فهم ومنذ بداية العام يبذلون جهوداً كبيرة ويتكلفون مادياً للعناية بأشجار التفاح أملاً ببيع الموسم وتحقيق ربح مادي يعوضهم جهودهم وخسارتهم. رئيس دائر الثروة الحيوانية وتسويق المنتجات الزراعية في اتحاد فلاحي حمص وفا المصري قال بخصوص موضوع تسويق موسم التفاح: لقد تأخر فرع السورية للتجارة هذا العام بإبرام عقود لتسويق الإنتاج، وكان من المفروض أن تُبرم العقود مع المنتجين والجمعيات الفلاحية من الشهر الثامن، على أن يتم الاستلام في الشهر التاسع، وبسبب التأخير لجأ المزارعون إلى التخزين في البرادات، حيث تبلغ تكلفة العبوة الواحدة في براد يعمل على المازوت سبعة آلاف ليرة، بينما تتراوح كلفتها في براد يعمل على الكهرباء بين 3000 و3500 ليرة سورية. وقد طالبنا بتخفيف التقنين ليتمكن المزارعون من تخزين إنتاجهم في البرادات العاملة على الكهرباء، كأن يكون ثلاث ساعات وصل وثلاث ساعات قطع. وما أثر في تسويق الإنتاج هذا العام وتدني الأسعار توقف التصدير إلى الدول المجاورة. أما مدير زراعة حمص المهندس يونس الحمدان فقال: تم خلال الأسبوع الماضي توزيع العبوات اليلاستيكية على المزارعين في أماكن الإنتاج، وتم تحديد سعر الكيلو الواحد من التفاح الأحمر النوع الأول بـ1200 ليرة، و900 ليرة للنوع الثاني و600 للنوع الثالث، بينما تم تحديد سعر الكيلو من الصنف الأصفر بـ 1100 للنوع الأول، و800 ليرة للنوع الثاني و500 ليرة للنوع الثالث. وأضاف الحمدان: الإنتاج هذا العام وفير جداً، لكن ما أثر في تدني الأسعار توقف التصدير، ونأمل أن يتم فتح باب التصدير بعد اجتماع وزراء الزراعة في الأردن، حيث تم بحث موضوع التبادل الزراعي بين الدول العربية المتجاورة. أما بخصوص المساحات المزروعة فقال: في المحافظة 11 ألف هكتار مزروعة بالتفاح، ويبلغ عدد الأشجار 4 ملايين و300 ألف شجرة منها 3 ملايين و700 ألف مثمرة، وتبلغ كمية الإنتاج المتوقعة للموسم الحالي 124 ألف طن من التفاح بمختلف أنواعه.
تراجع الانتاج في اللاذقية
الثورة _ اللاذقية _ نعمان برهوم:
كشف رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية المهندس قيس غزال إن التقديرات الأولية لإنتاج المحافظة من التفاح لهذا الموسم حوالي26700 طن.. بينما وصل الإنتاج إلى نحو 35594 طناً في الموسم الماضي. حيث يتضح من خلال الأرقام التراجع في إنتاج التفاح بين الموسمين..نتيجة لما يواجه محصول التفاح من صعوبات في توفير ما تحتاجه هذه الزراعة من خدمات وظروف جوية مناسبة.. إضافة الى الأمراض التي تصيبها مثل: الجرب (نوع من الفطور)، إضافة لعدم العناية الكافية بالشجرة وإهمالها من الفلاحين خاصة في المناطق التي ضربها الإرهاب خلال السنوات الماضية من الحرب العدوانية على سورية. ولفت غزال إلى أنه يوجد في اللاذقية نحو 852230 شجرة تفاح ..منها 805335 شجرة مثمرة على مساحة إجمالية مزروعة حوالي 2523 هكتاراً.. موزعة بين مناطق:(اللاذقية – الحفة – جبلة – القرداحة)، وتعمل فيها 4404 أسر.
يذكر أن أهم الأصناف المزروعة في المحافظة من التفاح «الغولدان والستاركن» منها الأحمر والأصفر، مشيراً إلى وجود أنواع أخرى مزروعة بنسبة قليلة. وشدد على ضرورة البحث عن أصناف تفاح مقاومة لمرض الجرب وتناسب الساحل، بما يحافظ على الإنتاج في المحافظة بشكل عام.