ندوة وهران وقمة الجزائر المرتقبة

سالم بن محمد العبري- كاتب من سلطنة عمان
كانت الخرطوم قد جمعت العرب في أعقاب نكسة ١٩٦٧ الأليمة فلمع اسم إسماعيل الأزهري وتربع السودان على صهوة المجد التي لم يحافظ عليها رغم أن السودان يحمل مواطنوه شهادات عليا ملفتة كما رأيته في ١٩٧٩ وهذه سمة للشعب السوداني وأغلبها من الغرب وليس من الجنوب والشرق، لكن هذه الشهادات باتت لا أزهرية ولا ذهبية، وربما توهمنا أن لديهم بشيراً فانقلب الأمر فأصبح نذيراً، والنيل بلونيه يكاد يبكي أيامه المعهودة, والمهدي كان جزءاً من الضياع فحين كان يحاضر في جامعة القاهرة كنا نسمع فضفضات إسلامية ومناكفات سياسية, والمرغني لم أسمع له ذكرا، اختفى أو أخفي وطل المحجوب والمشروم.
ولبنان من أرادوه درة الشرق وسويسرا العرب كما يقولون هو ناد يتسع لكل الطوائف والمذاهب ولكل المخابرات، وقد يتسع لما يريده الغرب فالمثلية دليل قبول السلام.
كنت سأدعوهم إلى أن يفكروا بالإسكندرية التي أحب خصوصاً أن القمة في نوفمبر لكنني الليلة الماضية وجدتني أتمشي بها فلم أر طابية الإسكندرية التاريخية، ربما تكسي الحلم عدى سريعاً و لم انتبه قلت له إلى المنتزه لأرى فندق فلسطين، لكنني لم أجده أيضا وصحوت عجلاً وأنا أتمتم أين فلسطين أين فلسطين؟.
قلت دعونا ننتظر حتى نحضر ندوة وهران لعلها ترشدنا إلى المكان الأنسب والأمثل.. هنا أكدنا الحجز ولكن شغف الذهاب للجزائر جعلنا لا ننتبه بأن الحجز يوم الخميس لنكون بالجمعة بالعاصمة الجزائر، وتأخذنا الطائرة تمخر ليلاً بعد الثانية مياه الخليج ، وما هي إلا برهة من الوقت حتى حاذت الطائرة الأبيض المتوسط من بورسعيد شرقاً.. لابد من تذكر بور سعيد والقصد ندوة تمهد للقمة العربية فتذكرت معركة بورسعيد والعدوان الثلاثي ظاهراً والدولي واقعاً، وودت لو أن ديوان شوقي الذي اقتنيناه راجع الحاشية التي كتبها عن تلك الحرب والمعلومات عن المدمرة الفرنسية التي أغرقها الضابط السوري جول جمال والذاكرة تتفتح والطائرة تنحاز لشاطىء البحر الجنوبي وكأنها عجولة لتصل لمقر الندوة، ونحط بمطار الجزائر مطار بومدين وعجلاً نخرج لنصل فندق الأوراسي الذي شهد أول قمة بالجزائر بموقعه الفريد ومساحاته الواسعة، يليق بالجزائر وبالقمة التي لم يحضرها جمال عبد الناصر وقد دفن معه عزة العرب وعزيمتهم وشموخهم وقبلتهم للعالم.
لكن بومدين ومن بقي معه من شخوص وإن – فقدت الماسترو – كما يقال حين نصف شدوا موسيقياً، سيسددون فراغاً بما أوتوا من عزيمة وتاريخ نضال وحنكة سياسية، ولعلنا نترك وقائع الندوة لحلقة أخرى ونستكمل الحديث عن القمة القادمة بالجزائر فهي من المفترض أن تكون المؤهلة للم شتات العرب وأن تبلسم جروحهم، نعم الجزائر التي لم تغير ولم تتبدل رغم العقود السود.
العراق يئن منذ وضع بريمر له دستوراً ظاهره العدل و باطنه العذاب وأقنع البعض انه، أي الدستور، آخر ما أنتجه العقل الإنساني والعصر التقدمي.. وليبيا جارة الجزائر لم يبق بها عمر المختار و لم يذكر شيء عن السنوسيه، ربما ركنوا إلى الصوفية يسبحون بمسبحة أجدادهم الشهيرة، فقسمت على حفتر وخنجر.
واليمن محاصر براً وبحراً وجواً، هذه حال العرب وهم يجتمعون بالجزائر، ونقول للإخوة الجزائريين دعوا القادة العرب إلى متحف المجاهد الأمير عبد القادر ليروا أعمال الخالدين ويتابعوا جهاد الأبطال، فقد جسد المتحف أعمالهم ونضالهم كما لم يسجل بلد أعمال الخالدين كما رأيت بالمتحف، علهم يتعظون فيرتفعون وتسعد شعوبهم بنقلة نوعية جديدة والحرص على الحضور والتمثيل العالي استجابة للحاجة الملحة للم الشمل ورص الجهود لنهوض تنموي، والبعد عن التآمر على البعض وصفاء السريرة وتغليب صالح الشعوب والأمة.
وسورية قلب العروبة النابض لا يمكن أن تنهض الأمة بدونها، لذلك فإن ما يستلزم أن تقوم به القمة في مستهل أعمالها هو إلغاء قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية والذي اتخذه في يوم الظله.
وأما التوصيات أو المقررات فإني أرى شخصياً أن تؤكد على نظام جامعة الدول العربية والالتزام به نصاً وروحاً والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول فكل دولة وشعبها يحلان مشاكلهما داخلياً بالأدوات السلمية والحوار الطبيعي من خلال حكماء الشعب و لا يجوز لأي كان أن يعطي نفسه حق التدخل أو ينصب نفسه حكماً.
وكذلك الالتزام والتأكيد على عدم إعطاء القوى الخارجية ذرائع ومبررات للتدخل في شؤون الدول العربية بل في كل الدول و تحريم ذلك و اعتباره عملاً عدائياً.
والعمل على تصفية الديون وبالذات الديون الخارجية لجميع الدول العربية الملتزمة وذلك بأن تسدد الديون من الدول المتمكنة مالياً وتسدد لها المبالغ دون فوائد على فترة لا تقل عن عشر سنين، فتقوم مثلاً دول الخليج بتصفية ديون مصر والأردن واليمن وموريتانيا وهكذا دواليك.

التعهد والالتزام بمجانية التعليم وتوفيره لكل فئات الشعوب وإصلاحه دائماً، ومجانية الاستشفاء والصحة وتوفيره لكل الفئات والحد من التعليم والاستشفاء الخاص ذي المنفعة التجارية، وتشجيع مؤسسات المجتمع الأهلي التي تمثل تعاونيات بعيداً عن الشركات العابرة والجشعة.
تكليف الجزائر وعمان بإجراء حوار استراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤدي إلى إبرام معاهدة بين إيران وجوارها العربي تنص على الاحترام المتبادل للسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول صغيرها وكبيرها وإشاعة الأمن والاستقرار واعتبار كل طرف حارساً للأمن والاستقرار والتعاون وتسخير إمكانيات المنطقة الكبيرة للتنمية الشاملة.
هذا ما نحسب أن الشعوب تطلبه من القادة كنتائج لمؤتمر القمة بالجزائر الموفقة دائماً ونعتبر أن ما نقوله يعبر عن وجدان الأمة.

آخر الأخبار
دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي