الثورة – تقرير لجين الكنج:
السياسة الأمريكية تتسم بالأنانية المفرطة، وتغليب مصالحها الضيقة على حساب حلفائها مهما كان الضرر البالغ الذي يصيبهم نتيجة الحسابات الأمريكية.
ومنذ بداية الأزمة في اوكرانيا كان واضحا أن الولايات المتحدة تخوض حربا بالوكالة ضد روسيا لمحاولة إضعافها وزعزعة مكانتها الدولية، وأيضا من أجل ضرب اقتصاد الاتحاد الأوروبي لتبقى الحكومات الأوروبية أسيرة التبعية للقرار الأميركي.
خبراء استراتيجيون واقتصاديون ذكروا في هذا السياق أن واشنطن تعمدت دفع الاتحاد الأوروبي لحافة الهاوية، وأنها سعت للتحكم في الاتحاد بصورة أكبر عبر دفعه لإجراءات ضد روسيا وقطع الغاز الروسي للتربح بصورة أكبر وتتخلص من منافسة الاتحاد لها.
وبحسب وكالة سبوتنيك، قالت صحيفة “غلوبال تايمز” أن الولايات المتحدة تعمدت دفع الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات ضد روسيا، رغم إدراكها التام لشدة تأثير ارتدادها على حلفائها الأوروبيين”.
ويتفق الخبراء على أن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن برفع أسعار الغاز أربعة أضعاف سعره تأتي في إطار تحقيق الأهداف التي سعت لها واشنطن بمنع وصول الغاز الروسي لأوروبا لتصبح المتحكم في أوروبا، خاصة بعد أن توقفت معظم سلاسل الإنتاج في أوروبا.
وفي السياق ذاته فإن الخبراء أشاروا إلى أن واشنطن لا يمكنها سد حاجة أوروبا من الغاز، كما أن الأسعار التي حددتها لمواد الطاقة تهدد بانهيار الصناعة الأوروبية لصالح المصانع الأمريكية.
وذكر مدير معهد العلاقات الدولية في جامعة رينمين الصينية، يوي وانغ، أن الاتحاد الأوروبي بدأ في التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد “خدعته”، حين فرض المزيد والمزيد من العقوبات ضد روسيا.
ورجح هونغجيانغ تسوي، مدير الإدارة الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية أن “تتحول الحزمة السابعة الجديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي إلى تصرف رمزي إلى حد كبير، إذ لا يمكن لأعضاء الاتحاد الاتفاق على العديد من القضايا”.
وفي الإطار ذاته قالت الأكاديمية والباحثة بمركز بابل للبحوث والدراسات المستقبلية حوراء الياسري، إن واشنطن تحاول الخروج بأرباح كبيرة على حساب نحر حلفائها الأوربيين من خلال بيعهم الغاز بأربعة أضعاف سعره، كما صرح ماكرون منتقدا إياهم “هذا ليس المعنى الدقيق للصداقة”.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”، أن توقف إمدادات الغاز لأوروبا بعد العمليات التخريبية كشف جشع أمريكا من خلال افتعال الحروب والخروج بمكاسب واستخدامها ملف الغاز، الذي لن ينفعها هذه المرة، حسب الباحثة.
ولفتت إلى أن المخزونات الأمريكية انخفضت بنسبة 12٪ من المتوسط الذي كانت تبلغه في الخمس سنوات الماضية.
وبحسب الباحثة فإن المحطات الجديدة لتصدير الغاز الأمريكي المسال لن تساعد في حل أزمة الطاقة في أوروبا، لثلاث سنوات أخرى.
وفي وقت سابق اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، أن واشنطن هي من أثار أزمة إمدادات الغاز في أوروبا من خلال دفع الزعماء الأوروبيين نحو خطوة “انتحارية” بوقف التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة مع موسكو.