الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
لا تزال أزمة النقل في محافظة حمص- مدينة وريفاً- مستمرة بالرغم من شكاوى المواطنين الكثيرة، ومن خلال الإشارة إليها أكثر من مرة في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، لكن يبدو أن المسؤولين عن قطاع النقل في المحافظة لا تصلهم شكاوى المواطنين برغم وجود لجنة مهمتها متابعة إشكالات النقل المتعددة.
وكان يكفي أن يكلف المسؤولون أنفسهم، ويشاهدون مواقف السرافيس والباصات ليروا بأم أعينهم الازدحام الشديد، واللافت للنظر والموجود في تلك الأماكن..!! حيث يصبح الوضع صعباً جداً في أوقات الذروة، في الثامنة صباحاً والثانية بعد الظهر تزامناً مع بدء ونهاية دوام الطلاب والموظفين.
معاناة كبيرة
ذكرت طالبة تقطن في حي وادي الدهب أنها تنتظر فترة طويلة حتى يأتي الباص أو السرفيس لتذهب إلى الجامعة ما يجعلها تخرج من المنزل في وقت مبكر وتقضي وقتاً طويلاً بسبب عدم وجود وسيلة نقل، وأضافت: إنها لا تستطيع أن تأخذ تكسي نظراً لارتفاع الأجور.
كما لفت موظف يقطن في حي عكرمة الجديدة أنه يعاني يومياً من سوء واقع النقل في المدينة عند ذهابه إلى دوامه في مركز المدينة، ويضطر أغلب الأحيان إلى قطع مسافة لا بأس بها للحصول على مقعد في سرفيس يوصله إلى عمله، وأضاف: إن المعاناة ذاتها عند العودة بعد الظهيرة، واستغرب عدم تفكير الجهات المعنية في إيجاد حل ناجع لأزمة النقل التي باتت تثقل كاهل المواطنين في المدينة، ولاسيما شريحة الموظفين والطلاب.
في حين ذكرت موظفة تقطن في حي النزهة أنها تستقل السرفيس القادم من السوق وتركب معه حتى يصل إلى نهاية الخط ويعود، وكثيرون غيرها يفعلون الشيء نفسه وهناك أصحاب سرافيس يطلبون أجراً مضاعفاً أي مبلغ ٤٠٠ ليرة ما يرتب أعباء مادية إضافية على الموظفين كان يمكن أن يكونوا بغنى عنها في حال توفر عدد كاف من السرافيس والباصات على محاور خطوط تشهد ازدحاماً شديداً..!!
بينما ذكرت مواطنة تقطن في مساكن الادخار أن معاناة القانطين في المنطقة كبيرة بسبب قلة عدد الباصات المخصصة لها لذلك يتردد أي مواطن إن لم يكن مضطراً في الذهاب إلى مركز المدينة لقضاء حاجاته.
ويبدو أن وضع خطوط الريف ليست أفضل حالاً من خطوط المدينة مع أنه وبالتنسيق مع الوحدات الإدارية تم تخصيص باصات لأغلب قرى ريف المحافظة حيث يضطر المواطنين إلى الذهاب على “الواقف”، وهناك قرى بعيدة نسبياً عن المدينة، حيث أفاد طالب من جامعة البعث، ويقطن في ريف المحافظة الغربي أنه لا يحضر المحاضرة الأخيرة، ويخرج مسرعاً من الجامعة للفوز بمقعد في الباص الذي سينقله إلى قريته.
حلول قريبة
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في المحافظة حسام منصور ذكر أن عدد السرافيس العاملة على خطوط المدينة أكثر من ٨٠٠ سرفيس وعلى المواطن الذي يتضايق من سوء تصرف صاحب أي سرفيس أن يتقدم بشكوى لمعالجتها فوراً من قبل لجنة نقل الركاب، لكن أغلب المواطنين يفتقدون لثقافة الشكوى ما يجعل السائقين يتمادون بارتكاب المخالفات، مضيفاً: إن مشكلات أزمة النقل ستحل عند تطبيق نظام الـGps الخاص بتنظيم عمل المركبات على الخطوط والمحاور كلّها.