يتعثر بعض أبنائنا في دراستهم، في الجامعات، في الثانوية، في الإعدادية، في كل مراحل الدراسة، فيصابون بالإحباط واليأس، لكن المنطق السليم يقودنا إلى ضرورة تشجيعهم، للانطلاق من جديد، فالرسوب في مادة أو صف، أو تحصيل علامة أقل من المطلوب، ليست نهاية المطاف، بل حافزاً إضافياً لمزيد من العمل والجهد والجد والمثابرة والسهر حتى تحقيق الهدف.
والأمر ليس مقتصراً على الطلبة وحسب، فمن منا لا يتمنى المزيد من النجاح في حياته، وحصاد كل شيء جميل فيها، وبالمقابل كم هو صعب ومزعج عندما يسعى أحدنا إلى إنجاز عمل ما يحبه ويطلبه حثيثاً، ويكد ويجد دون كلل أو ملل، وكل من حوله من الناس يشهدون بأنه نشيط ومجتهد، لكن النتيجة لا نجاح له ولا تقدم له، وﻻ تتحقق مطالبه وغاياته.
هنا ولأسباب عديدة، يكون الفشل والتعثر من نصيبه، والخيبة أمامه، ويبقى هذا الشخص يحاول ويحاول مرات ومرات لكن دون جدوى، فتصيبه حالة من الإحباط واليأس والخيبة ويندب حظه العاثر.
وهنا تأتي لغة العقل والحكمة، والتي تعلمنا أن التاريخ والأحداث تحكي عن عباقرة ومهتمين ومخترعين حاولوا الوصول إلى هدفهم ولم يفلحوا، ولكنهم لم يتوقفوا أبداً، وحتى في عالم الحيوان لنا أمثلة في ذلك، ونستطيع أن نضرب مثلاً النملة المجتهدة التي نراها تحمل البذرة وتتسلق بها الحائط أو المكان المرتفع فنراها تحاول الصعود عشرات المرات وتقع وتستمر بالمحاولة وأخيراً تصل لتؤمن طعامها للأيام القادمات العجاف.
نتعلم منها بأن الحياة لا تعترف إلا بالذين لا تثبطهم الظروف والأحداث مهما عظمت، فكم من تاجر تعثر وخسر وبقي يبذل قصارى جهده ليعود، ونراه يستفيد من أخطائه ومن دروس الآخرين وهنا يحضرني بيت الشعر.. وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
وهذا ينسحب على كل من يريد تحسين حياته ووضعه للأفضل، فكثير من الطلبة تعثروا في تحصيل الشهادة التي يطمحون إليها فنراهم لم يركنوا ويستسلموا لعدم تحقيق مرامهم، والوصول إلى الفرع الذي يريدونه، نراهم يواصلون الليل بالنهار دراسة وسهراً لليالي حتى ينجزوا أملهم.
إذاً لا يأس ولا قنوط ولا إحباط، كوننا نتمتع بالصحة والعافية التي تمكننا من العمل للوصول للمبتغى،فالنجاح فرحته لا توازيها فرحة، والإنجاز سعادة لا تعادلها سعادة، فالمجتمعات والدول لا يمكن لها أن تحقق آمالها إلا بالعمل والجهد من كافة فئاتها العمرية وذلك بالطموح والعمل الجاد وعدم الإحباط والتواكل والركون للفشل، بل بالهمم الجبارة الرائدة القادرة على تحقيق ما تصبو إليه. وعودة، وعلى ذي بدء لا يأس ولا إحباط في هذه الحياة، بل بالأمل والعمل.
جمال الشيخ بكري