الثورة – ترجمة ختام أحمد:
قبل معركة الشتاء التي تلوح في الأفق في أوكرانيا، زعم الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن قواته لن تدفع القوات الروسية إلى الخلف على طول الجبهات الحالية فحسب بل ستحرر القرم أيضاً، وفي الوقت نفسه، تعهد زعيم الشيشان، الكولونيل رمضان قديروف، بأن القوات الروسية ستتقدم أكثر في أوكرانيا.
ومع ذلك، فإن لهذه المعركة تداعيات كبيرة على الأمن القومي الأمريكي، حيث يتزايد خطر استخدام الأسلحة النووية جنباً إلى جنب مع تصاعد الصراع التقليدي.
ينصب معظم اهتمام الغرب الآن على منطقة خاركيف في الشمال ومنطقة خيرسون في الجنوب ومتابعة حرب الكر والفر بين الطرفين التي تم تقليصها الآن إلى خطوط ثابتة نسبياً على جميع الجبهات السابقة، أرسلت روسيا قوات التعزيز الطارئة لتحقيق الاستقرار في الخطوط في كل موقع، بينما تدخل القوات الأوكرانية في وقفة عملياتية بانتظار تعزيز المساعدات الغربية لإعادة بناء قوتها.
لكن التحركات الروسية والأوكرانية تتركز إلى حد كبير إما على الاستمرار في القتال الحالي أو توسيعه، إنها المعركة التي من المحتمل أن تأتي بعد ذلك، ومع هذا، فهي الأكثر أهمية، لكل من المقاتلين المباشرين والولايات المتحدة الأميركية، خاصة فيما يتعلق بإمكانية التصعيد النووي.
يرفض عدد كبير جداً من الخبراء في الولايات المتحدة والغرب خطر الاستخدام النووي في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف بعض الخبراء الخطر بأنه “منخفض جدًا جدًا”، بعد تهديد بوتين المستتر باستخدام الأسلحة النووية الشهر الماضي، سألت شبكة CNN الرئيس بايدن عما إذا كان يعتقد أن بوتين سيستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا، أجاب بايدن: “حسنًا، لا أعتقد أنه سيفعل ذلك”، ومع ذلك نظراً للتوسع الكبير المحتمل للصراع التقليدي هذا الشتاء – واستجابة الغرب للتصعيد- فإن مخاطر استخدام الأسلحة النووية حقيقية جداً.
بعد أن أمر بوتين بحشد ما لا يقل عن 300000 جندي إضافي، كانت روسيا تستعد لتقدم أكبر في أوكرانيا، من المرجح أن يتم إطلاقه في الإطار الزمني بين تشرين الثاني وكانون أول.
يعمل بوتين على حشد القوات وإمدادات الحرب في المناطق الروسية الست المتاخمة لأوكرانيا، ويسعى إلى نقل قواته لحدود أوكرانيا الغربية لقطع جميع الإمدادات القادمة من الغرب – والتي بدونها لم تستطع كييف الاستمرار في حربها ضد موسكو.
في هذه الأثناء، في محاولة لإظهار أن الغرب غير خائف من أي تهديدات نووية قادمة من الكرملين، أطلق الناتو الأسبوع الماضي مناورة للردع النووي.
وادعى حلف الناتو أن التدريبات لم تكن “مرتبطة بأي أحداث عالمية جارية”، ولكنها مصممة “لضمان بقاء رادع الحلف النووي آمناً وفعالاً”، بالمقابل قامت روسيا بتدريبات على إطلاق أسلحة نووية خاصة بها.
قال وزير الدفاع سيرغي شويغو: إن الغرض من تدريبات موسكو هو محاكاة “ضربة نووية ضخمة” من جانب روسيا رداً على هجوم نووي على أراضيها من قبل عدو لم يذكر اسمه، وتضمنت التدريبات الروسية إطلاق صواريخ باليستية عدة ذات قدرة نووية وصواريخ كروز.
بكل الأحوال، فإن خطر المواجهة النووية -سواء بسبب سوء التقدير أو الخطأ القاتل – أعلى مما كان عليه في أي وقت منذ تشرين الأول 1962 أثناء أزمة الصواريخ الكوبية.
لا يوجد شيء متعلق بالحرب التقليدية بين موسكو وكييف يهدد الأمن القومي الأمريكي، يجب أن يكون واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك ولا ينبغي لنا الانخراط في تهديدات ومناورات نووية استفزازية أو محاولة الظهور بمظهر أقوى من الجانب الآخر.
مع الكثير من الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية من قبل جميع الأطراف، واحتمال أن يقوم بعض الفاعلين غير العقلانيين في الواقع بتفجير “قنبلة قذرة”، وخطر أن ينجح الغرب يوماً ما في مساعدة أوكرانيا على النصر – ما يضع روسيا بين موقفين إما الاضطرار إلى الاختيار بين القبول السلبي بالتراجع أو إطلاق صفارات الإنذار بأن الأمر بضربة نووية تكتيكية هو الذي يمنحها النصر- إذاً نحن نواصل السير بشكل عرضي نحو كارثة نووية.
إن التكلفة التي سيتكبدها بلدنا والبشرية لحرب نووية ستكون مروعة. من الممكن ألا ننجو. دع هذا الواقع يغرق للحظة: في الوقت الحالي نحن نخاطر بلا تفكير بوجودنا كأمة بسبب حرب في أقصى شرق أوروبا لا تشكل حاليًا أي تهديد لرفاهيتنا أو لأمننا القومي. هناك ما هو أكثر بكثير من مجرد مصالح رئيس أوكرانيا. يجب على واشنطن إعادة توجيه أولوياتها على الفور لإبراز أمن شعبها.
المصدر: موقع FortyFive 19