الثورة- تقرير أسماء الفريح:
إعلان الجزائر عن تقدمها بطلب رسمي للانضمام الى مجموعة “بريكس” جاء بعد أيام قليلة من كشف رئيسة المنتدى الدولي لدول المجموعة بورنيما أناند عن أن دولا جديدة ستنضم قريبا إلى صفوفها وأن هذه العملية ستجري يسرعة.
أناند قالت في حديث لصحيفة روسية إنه من المنتظر أن تناقش طلبات عضوية البلدان الجديدة في قمة المجموعة العام المقبل بجنوب إفريقيا.
المبعوثة الخاصة المكلّفة بالشراكات الدولية الكبرى بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية ليلى زروقي كانت قالت في تصريح نقلته صحيفة الشروق الجزائرية لقد ”كانت لنا فرصة المشاركة في القمة الأخيرة لمجموعة بريكس في الصين، التي دعي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للمشاركة فيها ” مضيفة أن” هذه القمة خرجت بالانفتاج على ضمّ دول أخرى إلى المجموعة و نحن قدّمنا طلبنا و رحّبت كلّ من روسيا والصين بانضمام الجزائر” مشيرة الى أن بقية دول بريكس تقوم بدراسة ملف انضمام بلادنا قبل البت فيه حيث يتعلق الأمر بكل من جنوب إفريقياو الهند والبرازيل.
ومجموعة “بريكس” التي تأسست في 2006 هي مختصر الحروف الأولى باللاتينية المكونة لأسماء الدول المشاركة فيها وهي البرازيل وروسيا و الهند والصين وجنوب إفريقيا.
السفارة الصينية لدى الجزائر أوضحت في منشور لها على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك مؤخرا أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أعرب عن ترحيب بلاده بانضمام الجزائر إلى مجموعة “بريكس” ولاسيما أنها كانت من الدول الأولى التي شاركت في “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية” وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وأكد موافقة الجانبين الصيني والجزائري على تعزيز التضامن وحماية مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والدفاع عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ودفع العدل والإنصاف الدوليين بشكل مشترك.
المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عبر بدوره عن ترحيب بلاده برغبة الجزائر في الانضمام إلى بريكس وقال في تصريحات صحفية اليوم “لدينا علاقات ممتازة مع الجزائر ونحافظ على حوار يقوم على أساس من الثقة المتبادلة ويجري بحث هذه المسألة في إطار العمل الجماعي في بريكس مضيفا ” نرحب برغبة أصدقائنا وشركائنا وأصحاب الرؤية المشتركة معنا، في الانضمام إلى العمل بصيغ مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها، حيث نعمل بنشاط”.
السفير الروسي لدى الجزائر فاليريان شوفايف كان صرح من جانبه بأن “روسيا لا تملك أي اعتراض حول رغبة الجزائر في انضمامها إلى مجموعة بريكس” مشيرا الى أن الرئيس تبون تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول هذا الشأن”.
نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف كان كشف أن نحو 15 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة “بريكس” وقال “لقد لاحظت بنفسي بالتأكيد الاهتمام الإيجابي الذي نما في الأشهر الأخيرة من جانب العديد من الدول ذات النفوذ والسلطة في الانضمام لأنشطة مجموعة “بريكس” مضيفا إن ذلك “ليس مجرد انعكاس لسلطة دول البريكس كمنصة دولية، بل هو انعكاس لفهم هذه البلدان أن بريكس تقدم بديلا حقيقيا للعالم أحادي القطب وهو نموذج حقيقي عملي للتعاون حيث لا يوجد قادة وأتباع ولا توجد محاولات لفرض حلول معينة” مشددا على أنه لا يسمي “بريكس” منظمة، لأن هذه الرابطة للدول، خالية من البيروقراطية وهذه إحدى نقاط القوة في “بريكس”.
جدير بالذكر أن “بريكس” تضم الدول الخمسة المصنفة على أنها الأسرع نموا في العالم ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لها 24.2 تريليون دولار وهو ما يمثل 25 بالمئة من إجمالي الناتج العالمي وقد بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006 لتعقد أول مؤتمر قمة لها عام 2009 وتبلغ المساحة الإجمالية لدولها 26 بالمئة من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية بينما يبلغ عدد السكان الإجمالي فيها 42بالمئة من عدد سكان الأرض.
“صعود الأسواق الناشئة والدول النامية التي تمثلها بريكس دعم عالماً أكثر تعدداً للأقطاب” وفقا ل”وانغ يي” مؤكدا أن التعاون القائم بين دول “بريكس” ليس حلاً مؤقتاً للدول الخمس ولكنه اختيار استراتيجي يركز على التنمية المشتركة وطويلة الأمد وينطوي على آفاق مشرقة” وخاصة أن الأحادية تقوض القواعد الدولية وتشكل تحدياً لسيادة القانون الدولي ما يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار والشكوك في العالم.