ثمة مشهد آخر يوصف حالات جديدة لم تكن ملحوظة بهذه الكثافة قبل سنوات الحرب على سورية لشريحة مهمة بمرحلة عمرية يجمع الكثيرون أنها الأساس في بناء الشخصية، وتكوينها لمراحل عمرية لاحقة، حيث التركيز عليها والاهتمام بها يعد أولوية كبيرة وفق أهداف تحقق النتائج الأفضل في مجمل خطط العمل بشكل عام.
إذ إن سنوات الحرب العدوانية والأزمة الخانقة التي عاشتها سورية، أفرزت كثيراً من النتائج السلبية على الكثير من الأطفال ومن مختلف الجوانب، لتحدث معاناة أكبر ومشقة في مواجهة ظروف أصعب لم تكن موجودة قبل الحرب بهذا الشكل، ليجد الأطفال أنفسهم في واقع مختلف تماماً، حيث تحمل المسؤوليات والأعباء أكثر وأصعب، وطفل الأمس ليس كما طفل اليوم.
ففي الوقت الذي من المفروض أن يعيش الطفل مرحلة الطفولة بكل تفاصيلها ومتعتها، بعيداً عن أي مشاكل ويحظى برعاية واهتمام صحياً وتعليمياً ونفسياً، هناك أطفال وجدوا أنفسهم فجأة معيلين لأسرهم فتركوا مدارسهم وعملوا في مهن شاقة، ومنهم من امتهن التسول، لتتفاقم هذه الظاهرة مع التشرد أيضاً، وهناك أطفال أصبحوا فاقدي الرعاية الأسرية وأيتاماً ومجهولي نسب كذلك.
وحتى مع الكثير من التحديات والصعوبات، بقي ملف الطفولة يحظى برعاية واهتمام، حيث تتابع حالياً كثير من القضايا المتعلقة بالأطفال، مع الحرص على أن يتمتع الطفل السوري بجميع حقوقه التي من شأنها أن تكفل له أن يعيش الحياة الكريمة، وطفولته بالشكل الصحيح المبني على أسس قوية وترسيخ أعمق لكل مايتعلق بهذه المرحلة الهامة.
وفي يوم الطفل العالمي الذي صادف العشرين من تشرين الثاني الجاري، تنفذ كثير من الفعاليات والأنشطة من قبل جهات عدة تؤكد أهمية الطفولة ورعايتها وتقديم جميع أشكال الخدمة المجتمعية لجميع الأطفال، فهناك مراكز ومعاهد خصصت لأطفال أيتام، ومتابعة لموضوع التسرب المدرسي لعودة جميع الأطفال للمدارس، وغير ذلك مما يتعلق بالأطفال لواقع نحو الأفضل.
ويعزز ذلك القانون الذي يعد الأول من نوعه، والذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد وهو القانون رقم (21) من عام 2021 المتضمن قانون حقوق الطفل والذي يهدف إلى تعزيز دور الدولة بمختلف مؤسساتها العامة والخاصة في حماية الطفل ورعايته وتأمين التنشئة والنماء والتأهيل العلمي والثقافي والنفسي والاجتماعي لبناء شخصيته، بما يمكِّنه من الإسهام في مجالات التنمية كافة.