الثورة – اسماعيل جرادات:
خلال حضوره اليوم الأربعاء الاجتماع الافتراضي لوزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز برئاسة وزير العلوم والتعليم لجمهورية أذربيجان، قدم وزير التربية الدكتور دارم طباع مداخلة أكد فيها أن دول عدم الانحياز قد ركزت منذ تأسيسها في بلغراد عام 1961 على مبادئ هامة منها حق تقرير المصير للدول والشعوب، والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية المحتلة، وتحقيق الاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي، والتشديد على السلم العالمي، وتسريع التنمية الاقتصادية.
وإذا كان مؤتمرنا يركز على تحديات التعليم المتعلقة بـcovid-19 والمبادرات المتخذة لما بعد التعافي من الجائحة، فإنه من الضروري أن نذكر أن الحروب والاستعمار والإرهاب والعولمة والحصار الاقتصادي من الدول الإمبريالية لاتزال هي العامل الأهم لانتشار الأوبئة في العالم، كما أن جائحة covid-19 هي واحدة من الجوائح والأوبئة التي تعصف بالتعليم وتؤثر على حياة الأطفال في دول العالم الثالث منذ عقود دون أن تلقى اهتماماً عالمياً، فانتشار إسهال الأطفال والكوليرا والملاريا واللشمانيا والتهاب الكبد عوامل خطرة تماثل تأثيراتها covid-19 في دول العالم الثالث وهي تعيق التعليم في هذه الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم النامية.
ولأن حكومة الجمهورية العربية السورية تدرك أخطار الجائحات على التعليم نتيجة العوامل السابقة وأهمها الإرهاب والوضع الاقتصادي نتيجة ما عانته خلال السنوات الاثني عشر السابقة من إجراءات قسرية اقتصادية بما في ذلك جائحة covid-19، فقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات أهمها:
1 – تعليق الدوام المدرسي لمدة شهر في نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2020.
2 – وضع برامج لتعويض الفاقد التعليمي لدى المتعلمين جراء كوفيد 19.
3 – تدريب الأطر الطبية المشرفة على الصحة المدرسية للتعامل مع وباء كوفيد19، إضافة إلى تدريب المعلمين والمدرسين على التعليم عن بعد.
وعلى الرغم من عدم توفر التجهيزات والمستلزمات التعليمية التي تساعد في عملية التعلم عن بعد نتيجة الاحتلال الأمريكي لمصادر النفط والغذاء الأساسية في الشمال الشرقي السوري، والإجراءات القسرية أحادية الجانب الظالمة على الجمهورية العربية السورية، التي أدّت إلى صعوبة تأمين المواد اللازمة لمواجهة كوفيد 19 (الصحية، التعليمية، الاقتصادية) نتيجة للحرب الظالمة على سورية واضطرارها لمكافحة الإرهاب، فقد بادرت الجمهورية العربية السورية في ظل تحدي كوفيد 19 إلى:
1 – إصدار البروتوكول الصحي المدرسي لكوفيد 19 وتطبيقه في جميع المدارس.
2 – تأمين الكمامات والمعقمات والماسحات الحرارية في جميع مدارس سورية وافتتاح معمل في التعليم المهني لتصنيع الكمامات.
5 – تأسيس خمس منصات تربوية الكترونية لتعويض الفاقد التعليمي، وبث الدروس التعليمية والحوارية.
6- بث الدروس التعليمية والندوات التعليمية عبر الفضائية التربوية التابعة لوزارة التربية لجميع الصفوف المدرسية.
7 – توفير المناهج الدراسية على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية السورية.
8 – إدخال تجربة التعلم المتمازج في المدارس.
9 – توفير نافذة للتعليم عبر الموبايل بالتعاون مع قناة سما الفضائية.
10 – إحداث المدارس الافتراضية الخاصة وعددها 15 مدرسة حتى الآن.
11 – التنسيق الجيد مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني التربوي في سورية ولا سيما منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف لتأمين المستلزمات الطبية.
وكل هذه الإجراءات تأتي نتيجة المتابعة المستمرة للدولة بالتربية والتعليم واعتبارهما من أولويات اهتماماتها وفقاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية.
وشهد الاجتماع مشاركة عدد كبير من وزراء التربية في دول عدم الانحياز ، الذين أعربوا بدورهم عن أهمية المشاركة، والمحاور المطروحة التي تؤكد أهمية المرحلة التي يعيشها العالم اليوم، وتبني تجارب بديلة أُجبر الجميع في ظل جائحة كورونا على الأخذ بها؛ لضمان سلامة الأبناء والحفاظ على صحتهم، مؤكدين سعيهم للتكامل في المكونات جميعها، والتي من شأنها أن تسهم في تطوير العملية التعليمية، وتحقق المأمول نحو تعليم مستمر ومتطور ومشارك في التنمية والاقتصاد.
كما ناقش المشاركون العديد من المحاور التي أكدت وجوب مواصلة الجهود في دعم أنظمة التربية العالمية، ودعم منظومة التعليم لاستمرار العملية التعليمية مستقبلاً، إضافة إلى تزويد الطلاب والطالبات وأولياء الأمور والمعلمين بالدعم النفسي والاجتماعي، وتكثيف الجهود لتقديم الخدمات التعليمية.
حضر الاجتماع مديرو التخطيط والتعاون الدولي غسان شغري، والصحة المدرسية الدكتورة هتون الطواشي، والتعليم عماد هزيم.