الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
توفر لقاحات الكوليرا الحماية من الإصابة بهذا المرض، الذي يعد مرضاً إسهالياً وخيماً ومهدداً للحياة، ويمكن أن يكون وبائياً، تسببه بكتيريا ضمة الكوليرا. ويوفر اللقاح الحماية من هذا المرض عن طريق تحفيز الاستجابة المناعية المعوية، وهذه الاستجابة تحد من استعمار بكتيريا ضمة الكوليرا للمعي، إذا تعرض شخص ما لهذه البكتيريا فيما بعد، وذلك كما بينت لـ “الثورة” مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي.
ولفتت الدكتورة الطرابيشي أن الحالة الوبائية لمرض الكوليرا تحت السيطرة وبطور الانخفاض، ويبقى أساس الوقاية من المرض هو استخدام الماء، وتناول الغذاء من مصدر آمن، إضافة إلى الالتزام بسلوكيات الصحة العامة، ولاسيما غسل اليدين.
وبينت أن الوزارة أطلقت أمس حملة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا، وتستهدف جميع الأعمار فوق السنة في ريف حلب والحسكة والرقة ودير الزور، وتستمر لغاية الـ 15 من الشهر الجاري، موضحة أن الحملة تنفذ عبر 63 مركزاً صحياً، و685 فريقاً جوالاً، وبمشاركة 2269 عنصراً صحياً.
وأوضحت الدكتورة الطرابيشي أن اللقاح الذي توصي به منظمة الصحة العالمية حالياً يؤخذ عن طريق الفم، وهو آمن ومعتمد ويستخدم في جميع أنحاء العالم بنجاح، وأثبت فعاليته، وأن الأشخاص الذين لا يستطيعون تلقيه هم الحوامل والمرضعات والمصابون بحالة مرضية شديدة. لافتة إلى أن الأولوية خلال الأيام الأولى من الحملة تتركز في المناطق التي ظهرت فيها إصابات أو أعراض للمرض.
ودعت الأهالي إلى مراجعة أقرب مركز صحي، واصطحاب أطفالهم لأخذ اللقاح المجاني والمتوافر في هذه المراكز، والفرق الجوالة التي تنتشر في البلدات والقرى والأحياء لتقديم اللقاح، منوهة بأن اللقاح يحمي من الإصابة الشديدة بالكوليرا عن طريق تحفيز الاستجابة المناعية المعوية، ولا يمكن للقاح أن يسبب الكوليرا لأنه يتكون من خلايا بكتيرية معطلة، مشيرة إلى أنه قد تظهر بعض الآثار الجانبية البسيطة خلال الأيام الأولى من تلقي اللقاح وتزول من تلقاء نفسها مثل: الصداع، الحمى، اضطرابات هضمية.
وأضافت أن العدد الإجمالي لإصابات الكوليرا المثبتة وخلال بيانات وزارة الصحة أمس الأول ارتفع إلى 1587 إصابة، توزعت في حلب 973 ودير الزور 232 والحسكة 89 واللاذقية 93 والرقة 54 وحماة 37 والسويداء 26 وحمص 27 ودمشق 20 وريف دمشق 17 وطرطوس 10 ودرعا 5 والقنيطرة 4، وقد بلغ العدد الإجمالي للوفيات بالكوليرا 49 توزعت في حلب 40 والحسكة 4 ودير الزور 2 وحمص 1 وحماة 1 ودمشق 1.
وأكدت مدير الرعاية الصحية الأولية على ضرورة اتباع إجراءات الصحة العامة المتمثلة بغسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 30 ثانية قبل سحب المياه من المصدر، واستخدام أوعية مغطاة ونظيفة لنقلها ولتخزينها، وإذا كانت المياه غير آمنة فيجب غليها لمدة دقيقتين على الأقل، وغسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، ولاسيما قبل التعامل مع الطعام أو تحضيره وقبل الأكل وبعد تنظيف الطفل وقبل الرضاعة الطبيعية أو إطعام الطفل وبعد استخدام دورات المياه.
إضافة إلى ضرورة إعادة تسخين بقايا الطعام بشكل صحيح لقتل البكتيريا قبل تناولها وتغطيته، لتجنب الذباب وانتقال الأمراض، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على نظافة وسلامة مرافق المياه والصرف الصحي في المدارس وعدم شرب الماء من الصنبور بالفم مباشرة وعدم تبادل زجاجات أو أكواب الماء بين الطلاب.