الثورة – علا مفيد محمد:
لا شك أن لغة الإعلام هي لغة العصر الأقوى ومجالها لا حدود له، فهي في حالة تطور وتحديث مستمر، حتى أنها تكاد تتجاوز ذاتها كل يوم في وسائل إعلامية متعددة.
ولتكون قادراً على مواكبة هذا التطور السريع عليك أن تطور نفسك ومهاراتك وأن تزيد من خبراتك وقدراتك، فخبرات الأمس لم تعدْ كافية في مجالات اليوم، لا سيما وأن العالم الآن لا يعترف إلا بالقدرات المتميزة والكفاءات العالية.. لذا كانت الدورات التدريبية واحدة من أهم سبل التطوير والتي تنوعت ما بين التحرير والتصوير والمونتاج وإدارة المنصات والصفحات في السوشيال ميديا وغيرها..
وعن أهمية هذه الدورات المكثفة في الآونة الأخيرة حدثنا عماد شعبان خبير تسويق وإدارة منصات التواصل الاجتماعي بأنه لم تعد القصة تتمحور حول أهميتها لأنها قطعت مرحلة قياس الأهمية بأشواط، فقد باتت الأداة الأسرع لإدارة العصر والأسهل للتواصل والوصول للمعلومات والأخبار والتحكم بالرأي العام وإدارة الأزمات (الإعلامية) عن بُعد.
وفي هذا الجانب فسّر لنا شعبان الإقبال الكبير لاتباع هذه الدورات والازدياد الملحوظ للمنصات والصفحات في السوشيال ميديا بأن السبب الرئيسي هو صناعة المحتوى فقد بات من أهم مصادر الدخل في عصرنا الحالي والدخل الهائل الذي توفره تلك المنصات هو هدف الجميع الآن لأنها عمل فردي سهل ومربح لا يحتاج إلى وظيفة أو اتباع تعليمات أصحاب الشركات والمشاريع.
والسؤال الأهم الذي يتوارد إلى أذهان البعض.. هل هذه الدورات تصنع إعلامياً؟
في هذا السياق أجابنا المخرج ياسر دياب المدرس في كلية الإعلام والمدرب في مجال صحافة الموبايل حيث قال: هناك الكثيرون ممن يحلمون بالعمل في مجال الإعلام والصحافة ولديهم الشغف لذلك لكن لم تتحْ لهم الفرصة ليدرسوا الإعلام فيبادر هؤلاء لاتباع دورات إعلامية سريعة قصيرة أو دراسة دبلوم إعلام لمدة سنة، فالإعلام مهنة وقد برز العديد من الناجحين في الإعلام أثبتوا وجودهم دون دراستها.
المهم أن يتم التمييز بين الدورات التجارية التي تقتصر على التلقين النظري وبين الدورات الحقيقية التي تتضمن التعليم أَولاً ومن ثم التدريب، حيث تعلم الخطوات الأولى للإعلام وكيفية إعداد مادة إعلامية متكاملة العناصر من حيث التحرير والتصوير والمونتاج وإرسال المادة لأي قناة أو موقع الكتروني بعدها يتم التدريب والتطبيق العملي.
إذاً هذه الدورات تعلّم وتوجّه حتى من يزاول المهنة ولكنها لا تصنع إعلامياً بل هو من يصنع نفسه بنفسه فالإعلام ممارسة لمن لديه الشغف والقدرة على العطاء بلا حدود.
ومن جانبٍ آخر أبدى بعض المشاركين في هذه الدورات التي تقيمها مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر رأيهم وتقييمهم لمدى الفائدة التي حصلوا عليها حيث أكدت المهندسة أميمة جناد أن الدورة التي اتبعتها (صحافة الموبايل) أضافت إلى خبرتها خبرة فنية جديدة وهي تعليم المحررين كيفية استخدام الجوال لإرسال تقارير جاهزة بالصوت والصورة بعد عملية المونتاج في فترة زمنية قصيرة.
أما المحررة بشرى سليمان فقد حدثتنا عن سبب اتباعها لهذه الدورة حين قالت: إنه بسبب عملي في مجال الإعلام ولأن المونتاج أصبح من مهارات التواصل في أيامنا اتبعت دورة لتعليم التصوير والمونتاج بشكل أكاديمي لإنجاز تقرير خبري مصوَّر يقدم المعلومة بطريقة جاذبة.. حيث يتم كل ذلك باستخدام الجوال فقط
أخيراً.. لقد آن الأوان ليدرك الجميع أن الدورات التدريبية ضرورية لتطوير المهارات الذاتية للفرد حيث تؤدي إلى حد كبير توجيه العمل نحو الأفضل. إذا ما استثمر المتدرب هذا النوع من الأنشطة التقنية العملية بشكل صحيح.