بروكسل – عزة شتيوي:
مع استمرار الأزمة في اوكرانيا وإصرار السياسة الأوروبية على التبعية لما تريده إدارة البيت الابيض من قطع شرايين الطاقة بين اوروبا وروسيا، بات الاضراب العام وشلل الحياة في بروكسل ولندن ومعظم العواصم الأوروبية هو سيد المشهد، فلا تكاد تمر عدة أيام دون ان يعلن العمال في هذه العواصم إضرابهم عن العمل بسبب ارتفاع فواتير الطاقة وانخفاض القوة الشرائية وقرع ابواب الحكومات للاستجابة الى المطالب الشعبية لدرجة ان الحكومة البريطانية تفكر في استدعاء الجيش ليحل مكان الموظفين المضربين في القطاعاتت الحساسة.. فالاوروبي اليوم يعيش هواجس التخوف من تدهور الوضع المعيشي وعجزه عن سداد الفواتير، خاصة انه يدفع ضرائب مرتفعة ولاتصله من الحكومات سوى وعود لم تتحقق في تحسين الواقع المعيشي، لذا نجد القارة العجوز تطوف بالمظاهرات والاضرابات بينما لايزال قرارها السياسي في سجن البيت الابيض، في حين ان مفتاح الحلول في الجيب المستقل للحكومات الأوروبية، ولكنها التبعية والعجز الاوروبي عن اتخاذ القرار، حيث تبتز واشنطن حلفاءها الاوروبيين بالضغط عبر الأطلسي وتأخد ماتبقى من جيوبهم لتضعها في في جيب حروب مصلحتها الشخصية، والأكثر من ذلك انها تبيعهم الغاز والطاقة بأربعة اضعاف ماكانوا يستوردونه من روسيا قبل ان تشعل واشنطن فتيل الحرب الاوكرانية.. فاليوم شهدت بلجيكا للمرة الثانية خلال اسبوعين شللا في حركة النقل وأوقف العمل في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل على إيقاع المظاهرات والاضراب للنقابات ووسائل النقل في أنحاء البلاد احتجاجًا على فواتير الطاقة المرتفعة، وزيادة تكاليف المعيشة.
وأفادت وكالة الأنباء البلجيكية بيلجا بأن ثلاثة من النقابات الكبرى في البلاد، دعت إلى الإضرابات، وهي الاتحاد العام البلجيكي للعمل، واتحاد نقابات العمل المسيحية البلجيكية، والاتحاد العام لنقابات العمال الليبرالية البلجيكية.
وأضافت بيلجا أن مطار بروكسل ألغى 60% من الرحلات المقررة، بشكل مسبق لتجنب اي مشكلات أمنية أو طوابير الانتظار الطويلة.
وفي العاصمة بروكسل، أعلنت شركة إس.تي.أي.بي، القائمة على تشغيل وسائل النقل العام، أن جميع مجالات الشبكة قد توقفت عن العمل بما في ذلك خدمة الترام والحافلات.
ولا يعمل سوى خط مترو واحد في كامل المدينة ومختلف مدن بلجيكا بما فيها العاصمة الاقتصادية انتويرب والتي تضم اكبر ميناء في الاتحاد الاوروبي.
ومن المتوقع تنظيم سلسلة من المظاهرات العامة من قبل النقابات في بروكسل.
ويأتي الإضراب والمظاهرات عقب إضرابات نقابية سابقة في بلجيكا على مدار العام، وتظاهر ما يتراوح بين 70 و80 ألفًا في وسط بروكسل في إطار إضراب عام، وفقًا لتقديرات الشرطة والنقابات.
وفي بريطانيا تشدد النقابات العمالية الضغط على الحكومة البريطانية مع اقتراب عيد الميلاد الذي يتوقع أن يشهد فوضى عارمة بسبب توسع الإضرابات المتزايدة في مواجهة التضخم، في حين ستستعين السلطات في المملكة المتحدة بالجيش لتأمين خدمة الحد الأدنى في المرافق الحساسة، حيث أعلنت نقابة “يونايت” -في بيان- أن موظفي شركة “بتروفاك” للخدمات النفطية العاملين بمنشآت في بحر الشمال انهم قاموا بإضراب الامس واليوم الجمعة، في حركة تشمل 146 من منتسبي النقابة، للمطالبة بزيادة أجورهم وتحسين شروط عملهم.
وأعلنت الأمينة العامة للنقابة شارون غراهام أن “شركات النفط والغاز تحقق أرباحا طائلة، لكنها تقتصد حين يتعلّق الأمر بموظفيها”، وحذر البيان بأن حركة الإضراب “ستولد بلبلة هائلة”.
ومع تخطي نسبة التضخم 11%، تشهد بريطانيا إضرابات غير مسبوقة منذ عقود؛ تشمل كل القطاعات من عمال البريد إلى موظفي الحكومة وعناصر الأمن وحتى موظفي منظمة غير حكومية تساعد المشردين، الذين أبدوا مخاوف من أن يصبحوا بدورهم مشردين.
وتشمل الإضرابات بصورة خاصة قطاع المواصلات، لاسيما الإضراب المتقطع منذ أشهر بين عمال السكك الحديدية الذين انضمت إليهم أحيانا فئات من موظفي “مترو لندن” وسائقي الحافلات وموظفي المطار.
ومن المتوقع أن تشتد الاضرابات خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة خاصة مع إضراب عناصر شرطة الطرق العامة بين ١٦ كانون الأول الجاري والسابع من كانون الثاني المقبل.
وقد تشهد حركة قطارات “يوروستار” بين بلجيكا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة اضطرابات مع إضراب متوقع لعناصر الأمن خلال الأعياد.
كذلك بدأت الممرضات إضرابا تاريخيا بدءا من 15كانون الأول الجاري، على أن ينضمّ إليهن سائقو سيارات الإسعاف.
ومع تصعيد الحركة، أعلنت الحكومة أمس الخميس أنه سيتم استدعاء تعزيزات من الجيش للقيام بمهام العمال المضربين في بعض القطاعات الحساسة، مثل شرطة الحدود وفرق سيارات الإسعاف.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك للصحافة إن هذه الإضرابات المتكررة ستشوش على الجميع، وهذا يضم موظفينا العسكريين الذين سيضطرون إلى لزوم التعبئة والقيام ببعض الوظائف الحيوية التي نحتاج إليها حتى يواصل البلد العمل.
وكان سوناك توعد الأربعاء الماضي بإقرار “قوانين جديدة قاسية” للتصدي لعواقب الإضرابات.
من جهة أخرى، أضرب الأساتذة في أسكتلندا الأربعاء والخميس الماضيين، كما طرحت أيام إضراب إضافية للتصويت حاليا حتى ١٣كانون الثاني المقبل في جميع أنحاء البلاد بدعوة من عدة نقابات.