“أوراسيا ريفيو”: آفاق رحبة لمستقبل بريكس

 

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
في العام المقبل 2023، ستشغل جنوب إفريقيا، وفقاً للمبادئ التوجيهية والقواعد المعتمدة المنصوص عليها، الرئاسة الدورية لمجموعة بريكس، وهي منظمة تضم خمس دول نامية ناشئة تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
هذا يعني أن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا لديه الكثير في متناول اليد، لاسيما مع التغييرات الجيوسياسية العالمية الحالية لتعزيز الدعم المتزايد الجاري لعدد قليل من الآخرين للانضمام إلى مجموعة البريكس.
وقد ذكر رامافوزا بالفعل أن جنوب إفريقيا ستتولى الرئاسة الدورية لمجموعة البريكس في عام 2023، وقال: ستكون قمة البريكس تحت رئاسة جنوب إفريقيا العام المقبل، ومسألة توسيع البريكس هي قيد الدراسة الجادة، حيث يقوم عدد من البلدان باستمرار باتباع نهج مع أعضاء البريكس، وقد قدمنا لهم الإجابة نفسها التي ستتم مناقشتها من قبل شركاء البريكس، وبعد ذلك سيتم اتخاذ قرار جماعي.
وقد صرَّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في منتدى بريماكوف الذي عُقد في أوائل كانون الأول الجاري أن خماسي اقتصادات البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) قد يتحول إلى منظمة من 15 إلى 17 دولة، وسيكون منح العضوية للراغبين في الانضمام إليها على أساس مبدأين: أن تتوفر لديهم الشروط اللازمة، والقرار الجماعي للمنظمة.
وأشار لافروف إلى التأسيس التاريخي للمنظمة وتطورها، حيث قال: نعلم جميعاً أن الشكل (RIC – روسيا، الهند، الصين) مهَّد الطريق لخمسة أعضاء في بريكس، التي تتمتع حالياً بدعاية كبيرة والعديد من الدول تصطف في السعي للحصول على عضوية كاملة.
وأضاف لافروف: يواصل RIC ازدهاره اليوم ولا يعرف الكثير أن هذا الثلاثي يواصل عقد اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية، ومنذ شهرين فقط، عقدنا مثل هذا الاجتماع على الإنترنت، ونحن لدينا شركاء حقيقيون، بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، كما أن العديد من الدول مرشحة للحصول على العضوية الكاملة، ويمكن أن تتوسع الدول الخمس إلى ما يقرب من 15 إلى 17 دولة.
ذكرت محطة فيدوموستي الروسية المحلية، أن عدد أعضاء البريكس قد يتضاعف ثلاث مرات، فقد أصبحت منظمات، مثل بريكس، بديلاً على خلفية ضعف الاتحاد الأوروبي، ويبدو أن التركيز على التعاون مع الدول غير الغربية له ما يبرره في ضوء مشكلات أوروبا الحالية.
لا تتمتع برلين وباريس باستقلالية كاملة في السياسة الدولية، وبالتالي تتنازلان عمداً عن بعض وظائف السياسة الخارجية لواشنطن، فالدول الأوروبية قادرة على أخذ زمام المبادرة في ظروف قليلة، لكنها بشكل عام تحذو حذو واشنطن، وفقاً لألكسندر كامكين الباحث الأول في  IMEMO.
كانت الصين وروسيا تضغطان من أجل توسيع مجموعة بريكس، وتطلبان دعم النظام متعدد الأقطاب للحوكمة العالمية بدلاً من النظام أحادي القطب القائم على القواعد والذي تديره الولايات المتحدة، فمجموعة بريكس تقدم في المقام الأول فرصاً هائلة بين أعضاء المجموعة والدول النامية.
في ظل الوضع العالمي الحالي غير المستقر والمتقلب الذي أدى إلى تزايد حالات عدم اليقين في التعافي الاقتصادي العالمي، أظهرت الصين بلا تحفظ مساهمتها في تعزيز دول البريكس، وعلى مدار 16 عاماً منذ إنشائها، تقدم الصين أكبر دعم مالي لبنك التنمية الوطني للبريكس، وساهمت بشكل كبير في اتجاهات أخرى بما في ذلك التعاون الصحي والتعليمي والاقتصادي بين المجموعة.
توسعت أنشطة البريكس خلال السنوات القليلة الماضية، وقد شاركت الدول في التوعية في قطاعات المنظمة، وهناك أيضاً عدد من الدول الأفريقية التي أبدت اهتماماً أيضاً بما في ذلك الجزائر ومصر وإثيوبيا ونيجيريا والسنغال.
وقد دعت روسيا باستمرار إلى تعميق تفاعل المنظمة مع القارة الأفريقية، على وجه الخصوص، وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك في اجتماع موسع لقادة الدول الأعضاء الخمس في مجموعة البريكس في 24 حزيران الماضي.
ومع ذلك، من المتوقع أن يكتسب مسار الجهود هذا زخماً إضافياً خلال فترة رئاسة جنوب إفريقيا عام 2023.
كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع إلى أن دول البريكس لا تتجمع في ناد مغلق أو دائرة حصرية، ولكن ضمن أسرة كبيرة من الدعم المتبادل والشراكة من أجل التعاون المربح للجانبين، وفي القمة، توصل قادة بريكس إلى تفاهمات مشتركة مهمة حول توسع بريكس، وأعربوا عن دعمهم للنقاش حول معايير وإجراءات التوسع.
لقد لقي هذا استحسان المجتمع الدولي وأبدت العديد من الدول اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة البريكس، والصين تؤيد هذا وترحب به وستعمل مع زملائها أعضاء بريكس للمضي قدماً بثبات في عملية توسيع بريكس وتمكين المزيد من الشركاء من الانضمام إلى هذه المنظمة.

قال الرئيس الجنوب أفريقي رامافوزا: إن مجموعة بريكس كمجموعة ديناميكية ستدخل حقبة تنمية عالمية جديدة تَعِدُ بنظام مبادئ أكثر شمولاً واستدامة، ويمكن لمجموعة بريكس، في شكل موسع، أن تدعم الانتعاش الاقتصادي العالمي المستدام والعادل.
وبالنسبة لجنوب إفريقيا، يعتقد رامافوزا أيضاً أن دول البريكس هي ببساطة منصة ذات قيمة عالية ثابتة لتعزيز العلاقات مع البلدان الشريكة لدعم النمو الاقتصادي لجنوب إفريقيا، ولمناقشة المشكلات والتحديات الاقتصادية العالمية، وقبل كل شيء لتعزيز دور البلدان النامية.
كما تجسد مجموعة البريكس تآزراً بين الثقافات، وهي نموذج للدبلوماسية متعددة الأطراف الحقيقية، فقد تم تشكيل هيكلها وفقاً لواقع القرن الحادي والعشرين، وترتكز الجهود في إطارها على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والعدالة.
المصدر: أوراسيا ريفيو

آخر الأخبار
قلق الامتحانات يؤرق الطالب والأهل.. د. السلامة: تحويل الانتكاسات لنقاط قوة تنظيم نقل الركاب في درعا وشكاوى على غلاء التعرفة "التربية": دعم عودة اللاجئين والطلاب بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة رقابة صارمة على إنتاج الخبز في درعا أصدقاء الصفحة.. مبدع من بلدي.. إبراهيم جبر عوير الثورة: طلاب التاسع والبكالوريا المهنية ينهون امتحان التربية الدينية بثقة عادة الدقّ في ريف إدلب.. طقس الجمال والتراث الذي اختفى مع السنين الخزانة الأميركية تُنفذ قرار ترامب.. إزالة 518 اسماً وإعادة تصنيف 139 ضمن قوائم الإرهاب واشنطن ترفع العقوبات الشاملة عن سوريا.. خارطة قانونية جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية دمشق.. العودة إلى الوطن بعد أربعة عشر عامًا من المنفى تأملات في العدالة والذاكرة ومستقبل سوريا التشكيلي مراد: الهواية تغذي الروح حين تمارس بشغف ترامب يُنهي العقوبات على سوريا ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة كأس العالم للأندية.. مفاجأتان من العيار الثقيل.. بطلهما الهلال و فلومينيزي قرار ترامب يفتح الأبواب لانتعاش اقتصادي استثنائي ويمبلدون (2025).. خروج مُبكر لمدفيديف وأُنس جابر وتأهل ألكاراز اليوم .. انطلاق البطولة العربية لسلة السيدات اليوم.. نهائيات سلة الرجال الثانية افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا