نسبة غير قليلة من شبابنا يعملون للخروج من البلد أو يغتربون في تفكيرهم وممارساتهم وهم بداخله.. والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ذلك لماذا لا نتعامل ونتواصل معهم ونستقطبهم ونذهب إليهم ونعالج قضاياهم كما يجب؟ ومن ثم ماهو المطلوب من أحزابنا ومنظماتنا ونقاباتنا وإعلامنا لرعاية هؤلاء الشباب ودعمهم واستثمار طاقاتهم لما فيه الخير لهم وللوطن؟.
أما الأسباب التي أدت لهذا الواقع الخطر فهي عديدة لعلّ أبرزها برأينا عدم وجود القيادات والريادات الشبابية وغير الشبابية المؤهلة والمميزة، وسيطرة العقل الفردي، وغياب الفكر النيّر والسلوك الجيد عند نسبة كبيرة من قادتهم، واستفحال مشكلات الشباب في التعليم والعمل والزواج والسكن، و ضعف الدورالمناسب(العصري) الذي تقوم به منظمتا الشبيبة والطلبة تجاههم، وعدم رعاية وتقدير الشباب الذين دافعوا عنا وعن الوطن في هذه الحرب القذرة علينا كما يجب، وغياب لغة الحوار الشفاف والمنتج معهم في مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم باستثناء مابدأت تقوم به منظمة اتحاد الطلبة، وعدم وضع خطط إسعافية وأخرى استراتيجية لمعالجة قضاياهم بعد تشخيصها بدقة ..إلخ
في ضوء ماتقدم وغيره الكثير نعتقد أن متطلبات التخلص من هذا الواقع والتأسيس لواقع جديد لشبابنا ومن ثم لقادة مستقبلنا عديدة..أهمها تطوير مناهجنا الدراسية (التربوية -التعليمية)وتحرير عقول الشباب من العوامل التي تحد من إبداعاتهم، مع تربية العقل النقدي التحليلي لديهم، وإجراء حوارات دائمة ودورية فيما بينهم وفيما بينهم وبين قياداتهم السياسية والإدارية، والانتقال بالعلاقة معهم إلى العلاقة التفاعلية والتعامل معهم بكل احترام بعيداً عن الفوقية والعجرفة والإهانة، وإقامة ورشات عمل لهم للتوصل من خلالها إلى بناء منظمات شبابية جديدة ترعاهم وتكون مسؤولة عن شؤونهم وشجونهم وتطوير ثقافتهم وتحسين سلوكهم وتلبية الكثير من طموحاتهم، ووضع خطط بالتشارك معهم لمعالجة أسباب ونتائج مشكلاتهم..إلخ
فهلاّ بدأنا اليوم قبل الغد حتى لا يزداد الواقع سوءاً ويصعب معه التدخل والمعالجة؟ سؤال برسم من يهمهم الأمر.