انسحب نظرُها إلى تلك الرقعة الخضراء التي تمتلئ لاعبين لفريقين متنافسين.
تكرج عيناها مع “الكرة”، بسرعة تنقّلها..
هجوم.. دفاع.. وبلحظاتٍ قليلة يمكن أن يتصعّد الوضع إلى اشتباك.. حينها ربما يُعلي الحكم إحدى بطاقاته.
لا تعلم من أين جاءها تشبيه الحاصل في قلبها، بما تراه أمامها على الشاشة.
فالمستطيل الأخضر ليس عبارة عن مكان لمباراة كرة قدم وحسب..
إنما هو سيلٌ من مشاعر.. ذكريات.. اندفاعات.. والكثير والكثير مما ننتظره من (الدوبامين، هرمون السعادة)..
وفي كل حبّ يطرق باب قلبنا نعتقد أننا ننتظر هذا (الدوبامين) وإخوته..
ونأمل مهما طال أمد انتظارنا بالكثير، بالقليل، ولابأس بالبعض.
ربما امتد الانتظار إلى شوط إضافي عاطفي أول.. ثم عاطفي ثان.. وثالث.. إلى حين يصبح الرقم خارج توقعات (الدوبامين) منقلباً إلى النقيض.
يداعب خيالاتها جنون الفكرة.. فثمة مباراة في قلبها ما بين شدّ وجذب.. هجوم ودفاع.. إقبال وإدبار.
(تماس) عقلها يدرك أن معظم أهداف الآخر في شباك قلبها لم تكن إلا عن طريق (التسلّل)..
تُعمي كليهما، قلبها وعقلها، وتؤدي دور لاعب دفاع تناسى أن بإمكانه (الهجوم).
تنبّهت إلى أنه مهما كانت نتائج “الماتش” العاطفي الذي تحياه فلابدّ لها من امتلاك روح رياضية.. وبالفعل هي ذات روح عاطفية/رياضية..
تستوعب “زيادة” و”تكبّر” عقلها، ومهما واجهتها خسائر في المشاعر.. تستقبلها بمرحِ واثقٍ يُسعد لأي اختبار تمنحه إياه الحياة.
تستوعب.. وتحتوي كل الهفوات والأخطاء لدرجة لا تجعل الآخر يعتقد أنها أخطاء ولا عثرات سقطت منه في درب وصوله إليها.
أدركت أنها (خطة هجومية) تبتكرها خفيةً.. بخبرة متمرس.. وبأسلوب دفاعي لاواعٍ..
تماماً كما يصبح لاعبو المستطيل الأخضر في حركة هجومية (مرتدّة) غير متوقعة.
هكذا ترتدّ عن كل ما استقر إليه قلبها.. أو اعتقد أنه استقر إليه..
تقلب موازين اللعبة..
وحين يظن الآخر أنه رابح مطمئن لمنطق خسارتها الظاهرة في جولاتها العاطفية.. بعد أن أحيتها وعاشتها إلى الأقصى مرّات عديدات، بعد كل ذلك تشعل عود ثقاب بكل تلك المشاعر.. تضرم النار بها لتصبح رماداً لن يعود إلى الحياة من جديد.