الثورة – ترجمة- رشا غانم:
عندما أدخلت الصين سياسات صارمة للوقاية من جائحة كوفيد19 ومكافحتها قبل ثلاث سنوات، وصف النقاد الغربيون عمليات الإغلاق المفروضة على ووهان وأماكن أخرى بأنها ممارسة غير إنسانية. ومع ذلك، عندما أُجبرت الدول الغربية على تنفيذ عمليات الإغلاق الخاصة بها لمنع إنهاك أنظمتها الصحية، أشادت بهذه التحركات باعتبارها تدابير حازمة لحماية الناس من الفيروس.
والآن بعد أن أظهر الفيروس ضعفاً في الإصابة بالأمراض وتم تطعيم معظم سكان الصين، اتخذت البلاد زمام المبادرة لرفع إجراءاتها الصارمة لمكافحة الفيروسات، لكن بالنسبة لهؤلاء النقاد الغربيين، لم يتم الأمر بمحض إرادتهم، بل لأن البلاد اضطرت إلى الاستسلام للفيروس، فعندما أعيد فتح بلدانهم، تم تصويره على أنه قرار محسوب للحصول على مناعة القطيع.
وفي حين حافظ الاقتصاد الصيني على استقرار كبير، وأظهر مرونته وإمكاناته حتى في أصعب الأوقات، تذّمر هؤلاء النقاد بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم ينهار، وعندما وفرت الصين اللقاحات ومستلزمات الرعاية الطبية الأساسية وضروريات الحياة لبقية العالم، زعموا أن اللقاحات والمواد الطبية لا تعمل، والصين تكسب ثروة من محنة الآخرين.
وعلى الرغم من أن الصين لاتزال شريكاً تجارياً موثوقاً ومحركاً للاقتصاد العالمي كمركز تصنيع ومركز لوجستي ورابط رئيس في الصناعة وسلاسل التوريد العالمية، إلا أن هؤلاء النقاد نشروا مخاوف مثيرة للقلق من أن سياسات كوفيد الصينية تهدد استقرار التجارة العالمية وتفقد الشركات الأجنبية الثقة فيها، وهم ينادون بالأبيض والأسود، ويغضون الطرف عن البلدان التي تحاول التواطؤ مع بعضها البعض لتسليح التجارة والاستثمار والتكنولوجيا لاختطاف الاقتصاد العالمي لتحقيق غاياتها فقط، والسؤال هو إلى متى سيستمر هؤلاء النقاد في التحيز والكذب على أنفسهم.