الملحق الثقافي- د. سلمى جميل حداد:
تشابه الكونُ وبقيتَ فريداً فريد
ضع يدكَ حول خصري
كيما أخرج من جثماني طفلةً عنيدة،
يابنتي لاتمنحي قاتلَكِ شرفَ النظر في عينيه،
اغرسي قدمك الصغيرة ببطن الجبل شجرة زيتونٍ
وحرري بخوفك كرومَ العنب
من ثعالب العزلة والموت،
لاتكسري الهواءَ بصرخة ذعرٍ
ولاتجفلي بنحيبك المدى
فريحان الفضاء ناعمٌ أبيضُ وحنونْ
يُرطّب بقطن السحاب قُرّاصَ الحُروق.
أيلي لماذا شَبقتني وأنا عبدتك الصغيرة؟
أيلي لماذا شَبقتني وأنا فراشة الحقل البتيلة؟
إني أراكِ هناك تخرجين من كلمات السماء،
تغسلين بدمك الطاهر وجهَ القمر الحزين،
ياوردةَ السريعِ غداً نصحو لنعرف مافعلنا،
أفرغي الليلَ من عيونه السوداء
وعلّقي على أقراطه سؤالك الطويل
واقطفي من أصابع الفجر جلنار النهار
فالنّور لكِ والعتمة لنا
إني أحبكَ
تركتها شقيقةَ نعمانٍ على مقعد الانتظار
مسكينةٌ يا شجرة البرتقال!
على ساقٍ واحدة تقفين،
إن أنجبتِ زهراً استولى على أزهارك العطّارْ،
وإن أنجبتِ ثمراً عصر شاربوك مهجةَ الثمارْ،
وإن دهمتك سنُ اليأس يوماً
بتر الحدائقي جذورك وقطّع أغصانك النجّارْ،
واستبدالك بشجرة أينع ساقاً وأخضر برعماً
وكأنك ماجئتِ وماذهبتِ
وماأزهرتِ وماأورقتِ وماأثمرتِ
ومافاحت بأريجك يوماً زيوتُ العطّارْ..
مسكينةٌ.. مسكينةٌ.. مسكينةٌ يازهرة البرتقال!
العدد 1127 – 10-1-2023