الثــــورة:
يخلق من الشبه أربعين.. جملة كثيراً ما تتردد على مسامعنا عند مصادفة شخص شبيه لنا أو لأحد معارفنا، فنجد أنفسنا بدون وعي نردد “يخلق من الشبه أربعين”.
وينطبق هذا المثل على الكثير من الحالات التي قابلها العديد من الأشخاص، لكنهم لم يتطرق لذهنهم أبداً أنهم ربما يكونوا أخوات أو حتى أقارب. إلا أن امرأة أيرلندية عثرت بالفعل على ثلاث سيدات غريبات متطابقات معها في الشكل، لدرجة أنها شكت أنهن أقاربها فقامت بإجراء اختبار الحمض النووي، لتتأكد.
فقد كانت نيامه جيني، البالغة من العمر 33 عاماً، تؤمن بالمثل الذي يقول إن كل شخص لديه ستة أشباه طبق الأصل، يجوبون العالم.
ولإيمانها بتلك المقولة، منحت نفسها 28 يوماً للبحث عن شبيهاتها. فقد أطلقت مشروعاً مع أصدقائها بعنوان Twin Strangers (يطابق الموقع أشخاصاً من جميع أنحاء العالم لديهم مظهر مشابه بعد تحميل بعض الصور) في عام 2015 على أمل البحث عن متشابهات لها. فهل حصلت على ما تسعى له؟! بالفعل حصلت نيامه في النهاية على أكثر مما كانت تبحث عنه، إذ وجدت ثلاث نسخ كربونية منها، اثنتان تعيشان في مكانٍ قريب. وجدت نيامه امرأة تُدعى كارين برانيغان، تبلغ من العمر 36 عاماً، تعيش على بُعد ساعة واحدة فقط من منزلها في دبلن، أيرلندا.
من أجل إبراز ملامحهما المتطابقة، ارتديتا ملابس متطابقة من أجل المواجهة الفظيعة، وأخذتا لقطات لإظهار أوجه التشابه بينهما والتي انتهى بها الأمر إلى الانتشار عبر الإنترنت.
سرعان ما أدت الضجة التي أحاطت بالاجتماع الاستثنائي في نيسان إلى حديث الناس، الأمر الذي أدى دون قصد إلى اكتشاف شبيهة جديدة، وهي مقدمة برامج تلفزيونية. بحلول شهر حزيران، كانت نيامه في طريقها إلى جنوة، إيطاليا، لمقابلة لويزا جويزاردي التي شاهدت الصور قبل الاتصال بنيامه عبر موقع اTwin Strangers على الإنترنت. كان التشابه بينهما غريباً جداً، حتى أن والدة لويزا اعتقدت أن نيامه هي ابنتها!!
وضعت الاثنتان نفس الماكياج وتسريحة الشعر والملابس لمعرفة مدى تشابههما. كانت نيامه أقل شبهاً للويزا عن كارين بسبب لون بشرتها، لكنها ما زالت مندهشة من التشابه. قالت لويزا: “نحن لا نبدوان متشابهيتن فقط، ولكن لدينا نفس الروح. مثل رفقاء الروح”.
يبدو أن نيامه سعيدة ووفيرة الحظ، فبعد فترة وجيزة عثرت على شبيهتها الثالثة. لحسن الحظ، كان لديها مسافة أقصر بكثير للسفر حيث كانت إيرين آدامز، 35 عاماً، من أيرلندا أيضاً. كانت قد سمعت أيضاً عن مشروع Twin Stranger الطموح لنيامه وقررت إجراء المزيد من الأبحاث. أوضحت إيرين: “كنت في الخارج للتسوق وكانت فتاة من المدرسة لم أتحدث معها منذ سنوات تخبرني عن هذه الفتاة الشبيهة. لذا عدت إلى المنزل وبحثت عن الأمر بدافع الفضول. ثم تلقيت طلب صداقة على فيسبوك من نيامه ورسالة مضحكة حول كيف اعتقدت أننا متشابهتان. لذلك قررت أن ألتقي بها”.
انطلقت نيامه مرة أخرى لتجد شبيهة بها، متجهة إلى سليغو على الساحل الغربي لأيرلندا لمقابلتها. لقد تُرك الاثنتان في حيرة عندما أدركتا أنهما تحملان تشابهاً مع بعضهما البعض. قالت إيرين إن والدها اعترف أنه لو كان رأى نيامه من مسافة، كان سيعتقد أنها ابنته إيرين. لاحظت نيامه وإيرين أنهما ابتسمتا بنفس الطريقة.
كان هذا التشابه قريباً جداً لدرجة أنه دفع نيامه وإيرين للتعمق أكثر في تشابههما اللافت للنظر، حيث قررتا إجراء اختبار الحمض النووي.
لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أكدت النتائج أن الاثنتين غير شقيقتين أو حتى مرتبطتين بيولوجياً بأي شكل من الأشكال حتى بالعودة 20 ألف عام إلى الوراء في أسلافهم. أظهرت النتائج أن هناك فرصة بنسبة صفر في المائة أن تكونا أختين، وأكدت أنهما لا يشتركان في أحد الوالدين.
وعلى الرغم من عدم ارتباط نيامه وإيرين بالدم، فقد ظلتا قريبتين، وقررتا سوياً عدم التوقف عن تعقب شبيهات أخريات.