إخلاص علي:
على وقع الهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً وتسابق مواقع التواصل الاجتماعي في نقلها والحديث عنها ومانتج من اجتهادات وتحليلات التقت «الثورة » الدكتور رائد أحمد مدير المركز الوطني للزلازل الذي بين أنه ما يزال عدم الاستقرار الزلزالي والتكتوني موجوداً في منطقة غرب حمص وعلى مسافة 27 إلى 31 كم منها حيث تم تسجيل هزة صباح هذا اليوم الخميس 26 كانون الثاني الساعة 3 صباحاً وبقدر 1.7 وأيضاً هزة بقدر 2.2 يوم الثلاثاء 24/1/2023. الجدير ذكره أنه منذ 18/1/2023 ولغاية 26/1/2023 تم تسجيل 7 هزات غرب حمص أكبرها 4.3 وأصغرها 1.7. حالياً يتم مراقبة تواتر وأماكن وقدور الهزات لمعرفة إمكانية استقرار الوضع التكتوني والزلزالي في هذه المنطقة، حيث تشير البيانات الزلزالية المتناقصة في القدر إلى احتمال حدوث استقرار مرحلي قريباً.
واوضح أحمد أن تأثير الهزة الأرضية على الأبنية يرتبط بمدى قدرة البناء على مقاومة الحمولات القصية الزلزالية.
كما إن الهزات التي حدثت في الآونة الأخيرة هي هزات بقدر أقل من 5 درجات ,وبالتالي لايمكن أن تؤدي إلى انهيار الأبنية إلا إذا كان هناك خللٌ ما في التخطيط أو التصميم أو التنفيذ أو تقصير بدراسات تربة التأسيس في موقع البناء.
وهذه الهزات قد تكون عاملاً مساعداً لحدوث التشققات والأضرار عند وجود خلل في البناء نفسه وعدم القيام بالدراسات المطلوبة عند الإنشاء وقد تسبب أضراراً مجهرية غير مرئية في الجملة الإطارية للأبنية نظراً لتكرار حدوثها واستجابة الأبنية لها.
وأشار أحمد أنه من هنا يبدأ الاستعداد الحقيقي للوقاية من أخطار الزلازل وتخفيف الخسائر البشرية والاقتصادية من خلال التقيّد بالاشتراطات والاحتياطات الواردة في الكود الهندسي للبناء. كما أن التشدد في المراقبة لتطبيق هذه الشروط من قبل المؤسسات المعنية ذو أهمية بالغة في تدارك أخطار كارثية. ومن المهم جداً توفير البيئة المناسبة لإجراء كافة الدراسات الهندسية لمقاومة الزلازل و الزلزالية – الجيولوجية والجيوتكنيكية قبل الإنشاء وربط تراخيص الأبنية بدراسات مختصة يقوم بها المركز وكذلك نشر الوعي الهندسي لضرورة اتخاذ المعايير العلمية الخاصة بالتربة والأبنية المحلية لتلافي الأضرار المحتملة. كما يجب العمل على تدعيم الأبنية المؤهلة للسقوط والتي لا تتوفر فيها أمان زلزالي كاف. من الطبيعي أن يوفر المركز قاعدة بيانات للتسجيلات الزلزالية التي تساعد المهندس المصمم على تصميم أبنية مقاومة للزلازل واكثر استدامة. كما يقوم بتحديد أماكن الخطر الزلزالي والمعاملات اللازمة.
وكشف أنه منذُ العام 2021 لتاريخه حدثت 296 هزةً أرضية ضمن مساحة سوريا منها 10 هزات أكبر من 4 درجات و 59 هزة قدرها بين 3 و 4 درجات.
وحقيقة أن الهزة الأرضية التي حدثت شمال إدلب في 18 كانون الأول 2022 أدت إلى تحرك الفوالق المرتبطة بصدع الغاب وانتقال الطاقة إلى الجنوب، حيث حدثت هزة شمال غرب حماة بقدر 4.4 بتاريخ 12 كانون الثاني 2023 ولاحقاً الهزتين اللتين حدثتا غرب حمص بقدر 4.3 و4.2.
والزلزال هو تفريغ للطاقة الكامنة على شكل اهتزازات بتسارعات مختلفة وهو أيضاً تفريغ للطاقة في مكان حدوثه وتجميعها في مكانٍ آخر، حيث بيّنت دراسة قاعدة البيانات الزلزالية على أن احتمال حدوث هزات متوسطة الشدة كالتي حدثت مؤخراً أو أعلى قليلاً تبلغ 4%. وبمتابعة الوضع الزلزالي والتكتوني بتاريخ إعداد هذا التقرير ربما تتجه المنطقة غرب حمص إلى الاستقرار المرحلي المؤقت وهذا سوف نعمل على دراسته في المرحلة الحالية واللاحقة.
وختم بالقول : حقيقة لا يمكن التنبؤ بالضبط بحدوث الزلازل؛ ولكن يمكن إعطاء دراسة احتمالية لحدوث الهزات المتوسطة والكبيرة بناء على قاعدة بيانات وأرقام ودراسة.
وهناك مؤشرات تتم دراستها لتحديد المواقع المحتملة لحدوثها والقدور المتوقعة كما يمكن رصدها وتسجيل بياناتها لتستخدم لاحقاً في التصميم لمقاومة الزلازل، ويمكن استخدام نظام الإنذار المبكر عن الزلازل باستخدام الفرق الزمني البسيط (ثوان) بين الموجة الأولية والثانوية في المنشآت الحيوية والحساسة منعاً لحدوث كوارث وخسائر كبيرة وسنعمل على تحسين عمل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي لضمان سرعة نقل البيانات الأمر الذي سيمكننا لاحقاً من استخدامها اقتصادياً في المنشآت الاقتصادية والصناعية ذات الأهمية الكبيرة.